شهدت أسعار البتروكيماويات والمواد الخام للبلاستيك، انخفاضا بنسبة تصل بين 20 إلى 25 في المائة خلال الفترة الماضية، وذلك منذ هبوط أسعار النفط التي انعكست على أسعار عديد من المنتجات الاستهلاكية للبتروكيماويات. أكد ذلك الدكتور عبدالوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، فيما أوضح أن أسعار البتروكيماويات والمواد الخام تتحدد حسب العرض والطلب، والانخفاض، الذي حدث في النفط بنسبة تصل إلى نحو 50 في المائة، أدى إلى انخفاض في البتروكيماويات والمواد الخام للبلاستيك بنسبة تصل بين 20 و25 في المائة في الأسواق العالمية، وهو لا يعد انخفاضا كبيرا، حيث لم تنخفض البتروكماويات والمواد الخام للبلاستيك بشكل أكبر، بسبب أن هناك طلبا كبيرا على هذه المنتجات، وفقا لما نشرته "الاقتصادية". وأضاف السعدون، أن المنتجات الاستهلاكية التي تصنع من البتروكيماويات، أصبح الطلب عليها كبيرا ومن الصعب الاستغناء عنها، سواء في مشاريع البناء التحتية أو صناعة السيارات التي تعد أكبر مستهلك للمنتجات للمواد البلاستيكية، مضيفاً أن عدم تراجع الطلب على هذه الصناعات جعل أسعار المواد الخام للبلاستيك متماسكة بشكل كبير، مشيراً إلى أنه لا يقارن انخفاض الأسعار بانخفاض أسعار النفط. وحول مستقبل أسعار البتروكيماويات، بين أنه في كل الأحوال يحدد أسعار العرض والطلب، وطالما أن هناك ارتفاعا في معدل الطلب تكون الأسعار متماسكة ومستقرة بشكل كبير، والمعطيات تشير إلى أن صناعة المنتجات الاستهلاكية تستمر في أدائها سنة 2015 رغم انخفاض المواد الخام، موضحا أن المنتجين الخليجيين وضعهم التنافسي قوي رغم التراجع الحالي في أسعار النفط، نظرا لاستخدامهم الغاز كمدخل للإنتاج. وأشار إلى أنه لم تعد شركة سابك هي الوحيدة في إنتاج المواد الخام، حيث إن هناك شركات في الكويت والإمارات وعمان تنتج هذه المواد، وبالتالي فإن جميع الشركات ستحافظ على حصتها في السوق وعدم خسارتها، ما يتطلب منها خفض الأسعار مثل الشركات الأخرى، ملمحاً إلى أن التراجع كان على مستوى العالم وليس على مستوى الخليج فقط، لكن مبيعات البتروكيماويات تعتمد دائما على الحجم، حيث إن المصانع التي تشتري كميات كبيرة، تتميز بأخذ أسعار تفضيلية عن الآخرين وأقل تكلفة، وهي سياسة متبعة في كل دول العالم. وتوقع السعدون، أن يشهد النصف الثاني مع العام الحالي انتعاشا في أسعار النفط، وبالتالي سيكون هناك قفزة في أسعار البتروكيماويات، مرجعا ذلك لعدة أسباب منها، أن انخفاض أسعار النفط يعني أن المستهلكين يدفعون أقل لتسديد فاتورة المحروقات، سواء "بنزين" أو "ديزل" أو كهرباء، وهذا يعطيه سيولة أكثر، ويكون قادرا على زيادة الإنفاق، ويحفز الصناعات على إنتاج الكثير من المنتجات الاستهلاكية، وبالتالي هذا يجعل الاقتصاد ينتعش ويرتفع مع أسعار الطلب والإنفاق، مضيفاً أنه مع نمو الاقتصاد تعود أسعار النفط والكيماويات للارتفاع من جديد.