أعربت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي عن قلقها إزاء التصعيد الذي باتت تشهده في الآونة الأخيرة عمليات القتل الطائفي في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تضم أقلية مسلمة، وأصبحت هدفاً لهجمات جماعة "أنتي بلاكا" المسيحية. وناشدت الهيئةُ الأمينَ العام للأمم المتحدة، والمفوضيةَ السامية لشؤون اللاجئين، ورئاسة لجنة الاتحاد الإفريقي، والحكومة المؤقتة في جمهورية إفريقيا الوسطى، باتخاذ التدابير الممكنة لإنقاذ أبناء الفولاني العالقين وإخلائهم إلى أقرب مخيمات للاجئين في الكاميرونوتشاد اللذيْن يعتبران وجهتهما المفضلة. وكانت جماعة "أنتي بلاكا" المتطرفة هاجمت أبناء قبيلة الفولاني المسلمة المنتشيرين في العديد من أرجاء جمهورية إفريقيا الوسطى، تعرضوا لهم بطريقة ممنهجة للمطاردة والقتل، وذلك منذ نشوب الأزمة الطائفية في مطلع عام 2014م، دون أن يثير ذلك أي اهتمام يذكر لدى المجتمع الدولي. إلى ذلك أعربت منظمات حقوقية عن قلقها العميق إزاء المحنة التي يتخبط فيها أبناء أقلية الفولاني المحاصرين منذ شهر أبريل من العام الماضي في يالوكي، على بعد حوالي 200 كلم عن العاصمة بانغي، والذين يعيشون في ظروف مُزْرية، تحت الإكراه الدائم، وفقاً لما أوردته "هيومان رايتس ووتش"، وأن الفولاني العالقين داخل بعض تلك الأماكن المحصورة يواجهون خياراً صعباً، فإما أن يغادروا ويواجهوا هجمات محتملة يمكن أن يشنها مقاتلو جماعة "أنتي بلاكا"، أو يمكثوا حيث هم فيواجهون الموت جوعاً. وأشارت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان إلى أن الحكومة المؤقتة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، تمنع قبائل الفولاني من مغادرة الأماكن المحاصرة، طلباً للأمن والسلامة في الكاميرون أو تشاد، وهو ما يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي. وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن العديد من حالات الوفاة بين أبناء الفولاني وقعت جرَّاء الجوع والملاريا المزمنة والسل، ويخشى إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة في هذا الشأن، فإن الهلاك سيكون مصير قبائل الفولاني العالقين في ظل الظروف الراهنة.