رغم أن هذه من البديهيات التي لا تحتاج لتنبيه إلا أن الكثيرين تراهم بين هذا وذاك. يجد الإنسان شغفه ومجال تمكنه وحينها لا يذر شاردة ولا واردة فيه إلا نهل منها، والعجيب أن شعوره بالنقص لا يجعله يتقدم بل يتقادم ويصبح ما لديه غير قابل للتداول، يحرق طبخه بلوثة الكمال التي أصبحت هاجساً يؤرقه ويصل لمرحلة يجد أن من دونه تسنموا المواقع الاجتماعية والعملية وهو في موقع المتفرج.. إن هذه الحال رغم مرارة واقعها لا تعني أن نقدم بضاعتنا نيئة فيصبح البعض زبيباً قبل أن يحصرم فلا يكاد ينهي صفحات كتاب ولا يتسلَّم شهادة حضوره دورة إلا وتنصدم به متفيهقاً يتحدث كضليع بلغ من العلم مبلغه، فمجالات التحدث والتوجيه لا تصاب في مقتل إلا من وراء عبث هؤلاء. بريق الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي وتصفيق الجماهير جعلنا نصبح ونمسي على شخصيات سطحت العلوم وأصبحت تفتي، فيما توقف عن الخوض فيه كبار المتخصصين فاللهاث خلف الألقاب ألقى بها من حيث لا تشعر. إن الاتزان بين العطاء والطلب يأخذ بأيدينا للنضج والعمق معاً نتعلم ونوظف ما تعلمناه في سياقات حياتنا نتذوق حلاوته قبل إنتاجه للآخرين وحينها نعرض للناس تجارب وخبرات لا ألفاظاً وعبارات. رحلة التعلم ليست محطة وصول بل رحلة حياة لا تنتهي ومتى كان السد مليئاً أصبح المصب معيناً لا ينضب.. عليك مواصلة تحقيق النمو فما أوصلك إلى هنا لن يوصلك إلى هناك. فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات