شيعت جموع غفيرة، بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء، في المسجد النبوي جثمان فضيلة الشيخ العلامة أبو بكر الجزائري، وشارك في التشييع عدد من المسؤولين وأئمة المسجد النبوي وجمع كبير من طلاب ومحبي الشيخ، ووري جثمانه الثرى في بقيع الغرقد. وولِد العلامة في قرية ليوا طولقة ولاية بسكرة جنوب بلاد الجزائر عام 1921 م، وفي بلدته نشأ وتلقى علومه الأولية، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة، ودرس على مشايخها. وارتحل مع أسرته إلى المدينةالمنورة، وفي المسجد النبوي الشريف استأنف طريقه العلمي بالجلوس إلى حلقات العلماء والمشايخ وحصل بعدها على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي. فأصبحت له حلقة يدرس فيها تفسير القرآن الكريم ، والحديث الشريف، وتتلمذ على يديه عدد كبير من طلبة العلم. وعمل مدرساً في بعض مدارس وزارة المعارف، وفي دار الحديث في المدينةالمنورة، وعندما فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها عام 1380ه كان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1406ه. وقال عنه الشيخ عبد المحسن العباد: وبعد انتقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- من رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بالرياض كان -رحمه الله- كلما لقيته يسألني عن الدروس في المسجد النبوي والمدرسين فيه ويخص بالسؤال عن الشيخ أبو بكر الجزائري. وللشيخ عدد كبير من المؤلفات، منها: رسائل الجزائري وهي (23) رسالة تبحث في الإسلام والدعوة، ومنهاج المسلم -كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات، وعقيدة المؤمن يشتمل على أصول عقيدة المؤمن جامع لفروعها، وأيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، والمرأة المسلمة، وهذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. يا محب في السيرة، وكمال الأمة في صلاح عقيدتها.