أدت جموع المصلين في المسجد النبوي بإمامة الشيخ عبدالباري الثبيتي صلاة الميت – عقب فريضة الظهر - على فضيلة الشيخ الشيخ أبي بكر جابر الجزائري المدرس بالحرم الشريف على مدى أكثر من نصف قرن ، وأحد كبار رموز الدعوة في العالم الإسلامي ، بعد مرض عانى منه طويلا ألزمه الفراش ، والسرير الأبيض ، وقد حمل النعش على الأكتاف محاطا بحشود غفيرة , اكتظت بهم ساحات الحرم , وظلت ملازمة له حتى ووري جثمانه بقيع الغرقد إلى جوار عشرة آلاف صحابي , بعد عمر حافل بالوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد تتلمذ على يدي الشيخ كثير من الدعاة المعروفين كالشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء والذي نعاه عبر حسابه الرسمي في تويتر " رحم الله شيخنا أبا بكر جابر الجزائري وغفر له وجزاه عنّا وعن العلم وأهله خير الجزاء , شرفتُ بالجلوس بين يديه في حلقته بالمسجد النبوي قبل ثلاثين عاما ونيف ، عالِمٌ مبارك ، عذب الحديث ، عفّ اللسان ، قريب من العامّة ، ناصح محب لولاة الأمر ، فاللهم اجبر كسرنا وارحم شيخنا " عرف الشيخ الجزائري - رحمه الله - بمنهجه الوسطي المستقى من منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح ، وفي قراءة سريعة لسيرته فهو من مواليد الجزائر عام 1921م ، حفظ القرآن الكريم صغيرا ، وتلقى العلوم الأولية فيها ، ودرس على مشايخ " بسكرة " العلوم النقلية والعقلية التي أهلته للعمل معلما ، اختار المدينةالمنورة بعد ارتحاله من بلده ، وفيها واصل تعليمه على العلماء والمشايخ حتى حصل على إجازة للتدريس في المسجد النبوي ، فأصبح له كرسي معروف وشهير يدرس فيه التفسير ، والحديث النبوي الشريف ، عمل مدرساً في بعض مدارس التعليم ، ودار الحديث ، وعندما أنشئت الجامعة الإسلامية عام 1380 ه كان من أوائل أساتذتها وبقي حتى أحيل إلى التقاعد عام 1406 ه ، له جهود دعوية طويلة ، ومؤلفات من أبرزها : منهاج المسلم ، أيسر التفاسير ، نداءات الرحمن لأهل الإيمان ، رسائل الجزائري ، عظات وعبر من كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم ، المسجد وبيت المسلم. و " الرياض " التي آلمها النبأ تدعو للفقيد بالرحمة ، ولأسرته ومحبيه بخالص العزاء والمواساة ، إنا لله وإنا إليه راجعون. Your browser does not support the video tag.