ترددت أنباء متضاربة عن نية المرشد الإيراني علي خامنئي، إقالة الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية لإيران، على إثر خلافات بينه وبين القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري. وكانت وكالة أنباء "آريا" قد نشرت مساء الخميس، خبر الإقالة إلا أنها سرعان ما حذفته كما أكدت أن المرشد الأعلى ينتوي دمج فيلق القدس في الحرس الثوري.، بينما نقلت قناة "تهران تايمز" على تلغرام عكس ما قالته الأولى قائلة: ‘‘إن المرشد ينوي إقالة "محمد علي جعفري" من قيادة الحرس الثوري وتعيين قاسم سليماني خليفة له‘‘. وخلافاً ل"تهران تايمز" استنتجت وكالة "آريا" للأنباء في تقرير غامض وقصير لها أن المرشد الأعلى الإيراني ينوي إقالة قاسم سليماني ودمج فيلق القدس في الحرس الثوري. وفي سياق مختلف، نقلت وكالة "آريا" تصريحات للمرشد، تفيد بضرورة إيجاد "حلول استراتيجية للدفاع عن كيان الثورة والنظام والاستقلال وصيانة سلامة أراضي البلد، مؤكداً على أهمية السلامة الجسدية لقاسم سليماني في عمله، وتأثير ذلك على مهامه المتعددة في سوريا والعراق، كما عبر عن ملاحظات حول تعيين خليفة لقائد فيلق القدس أو دمج هذا الفيلق في الحرس الثوري. وأضافت الوكالة أن المرشد الإيراني "شرح أهمية خضوع جميع مسؤولي الثورة للمساءلة والرد على مطالبات الناس، مشيراً إلى تبادل الرسائل بين الرئيس التاسع (أحمدي نجاد) وقاسم سليماني، حيث طلب منه الشفافية والرد على أسئلة بخصوص الاختلاس في قوات فيلق القدس وارتباطاته في العمل وإثارته للتناقضات الأخيرة وتأثيرها على الحرس الثوري وعلى الثقة الشعبية". من ناحية أخرى، نشر موقع "بهار" التابع للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد النص الكامل لدفاعيات "حميد بقائي" نائب الرئيس الإيراني السابق في المحكمة، حيث نفى بقائي فيها تسلمه مبلغ 700 ألف يورو وآلاف الدولارات نقداً من قائد فيلق القدس قاسم سليماني لرشوة زعماء أفارقة، واصفاً الاتهام بهذا الشأن بغير الموثق والواهي، متهماً استخبارات الحرس بتلفيق الاتهام. وكانت استخبارات الحرس الثوري كشفت أن قاسم سليماني قد زود بقائي بهذا المبلغ في أغسطس 2013؛ بغية دفع رشاوى لزعماء أفارقة. وتساءل بقائي لو فرضنا بأنني تسلَّمت هذا المبلغ، من هو المتهم؟ أنا أم قاسم سليماني الذي سلم تلك العمولة؟ مضيفاً "ثم من أين تعرفون أن المبلغ لم يصرف لنفس الغاية التي طرحها الجنرال قاسم سليماني. من جهته، يقول الكاتب الصحافي الإيراني ناصر اعتمادي في مقال له على موقع الإذاعة الفرنسية الناطق بالفارسية، إن المرشد الأعلى علي خامنئي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية لم يعلن بعد موقفه من هذه القضية، ولكن نظراً لتوصيتين جديتين يمكن الاستنتاج بأنه ضالع في الخلافات في الحرس الثوري الإيراني بشكل سري.