حكام السعودية منذ تأسيسها عين على الوطن والمواطن، وعين على الأمة العربية والإسلامية، يحملون هموم المسلمين في كل أنحاء العالم ويسعون دوماً للمّ الشمل ووحدة الصف. وقد تشرب المواطن ذلك وأصبح يتمثله واقعاً في حياته، فتجده عندما يسافر إلى أي دولة يحمل ذلك الهمّ، وكم شاهدنا مواقف بطولية للمواطن السعودي نفخر بها جميعاً. اليوم اختتمت القمة 29 (قمة القدس) التي تحتضنها الظهران، وقد شاهد الجميع خادم الحرمين الشريفين حينما أطلق على القمة 29 مسمى (قمة القدس)، وأن قضية فلسطين قضيتنا الأولى وستبقى كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة؛ إيماناً منه بأهمية فلسطين وعاصمتها القدس وأنها حاضرة في قلب قائد الأمة، وهذه القضية التي منذ عهد مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – إلى عهد الملك سلمان – حفظه الله – وهي في قلب السعودية حكومة وشعباً وهي مسألة مفروغ منها ولا نقبل المزايدة أو المساومة عليها. دعم خادم الحرمين الشريفين الأوقاف الإسلامية في القدس ب (150) مليون دولار إيماناً منه – أيده الله – بأهمية أن تقوم الأوقاف الإسلامية في القدس بمهامهاً خصوصاً أننا مقبلون على شهر رمضان الذي يتطلب مزيداً من المصاريف والأعمال في ظل شح المصادر التمويلية لهم، وكذلك إيماناً منه – حفظه الله – بأهمية إقامة الشعائر الدينية، وأن ذلك يعد سبباً رئيساً لصمود الشعب الفلسطيني (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). كذلك أكد خادم الحرمين الشريفين على ضرورة حل الأزمة السورية واليمنية مما لا يدع مجالاً للشك بدور السعودية المهم والرئيس في السعي لحل جميع الأزمات في الدول العربية، بالأمس وقد اجتمع قادة الدول العربية واتفق الجميع على السعي حثيثاً لتجفيف منابع الإرهاب، وأكدوا على أن الإسلام والإرهاب طرفا نقيض لا صلة بينهما مهما حاول البعض ربطهما ببعضهما. بيان الظهران الختامي جاء مركزاً على القضايا العالقة كذلك، ومنها جزر الإمارات المغتصبة من قبل طهران، وأنها جزرٌ إماراتية وأن على طهران الاعتراف بذلك عاجلاً أم آجلاً، وعليها أيضاً إن أرادت العيش بسلام مع جيرانها الكف فوراً عن زرع الفتن والقلاقل داخل الشعوب العربية وسحب ميليشياتها من سوريا، والكف عن التدخل في شؤون الدول العربية هذا إن أرادت فعلاً السلام والعيش بطمأنينة. بقي أن تترجم هذه القرارات إلى واقع عملي نراه قريباً بإذن الله تعالى وستبقى المملكة العربية السعودية هي الحاضنة للدول العربية، والراعية للسلام، والمحبة للخير والداعية إليه، وهذا قدرها وقدر قادتها، والله أسأل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده لما فيه خيرٌ للأمتين العربية والإسلامية. جيلاني بن شايق الشمراني كاتب ومستشار إعلامي