تتواتر الأمثال وتتفق الممارسات التي تعطي لآراء الناس الأهمية العظمى والقيمة الكبرى، لعلك تعيد النظر مرة أخرى للعنوان فرسوخ هذا المثل في عقلك ربما فوت عليك ملاحظة الخطأ المقصود. فصام نكد نعيشه ونعلمه لأطفالنا، فالضيوف هم المخلوقات التي يجب أن تتغير كافة أنظمة المنزل وعاداته لحضورهم، فنحن نردد على مسامعهم.. وش يقولون الناس عنا؟ غرسنا في أذهانهم بدون أن نشعر تضخيم الآخر مقابل تقزيم ذواتنا والعيش بتلقائية في حياتنا كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس.. وعش حياتك تحت رحمة انطباعاتهم فهذا ما تُبرمجنا عليه الأمثال لتضعنا تحت الضغط باستمرار والرابح الأول هي المتاجر والمحال فمهما بلغت شهرتك ونما للشرق والغرب صيتك فلن تشعر بالراحة وأنت تُرقع ثوب معرفتك متكئاً على انطباعاتهم ورضاهم. إن المباني التجارية جميلة في مظهرها ولكن سرعان ما تنكشف على حقيقتها ورغم حملات تسويقها والعروض المصاحبة لها لا يجرؤ أحدنا لشرائها. أنا لا أدعو لنبذ الجديد والاهتمام لقدوم الحبيب والقريب ولكن الوعي بسيل من التناقضات التي مردها شرخ في الاستحقاق وتقدير الذات. أحد الشباب جاء مستشيراً فقال: مشكلتي لا أريد أن أخطئ وأخسر المقربين مني أحياناً أجلس شهراً لا أقابل أحداً خوفاً من ردة فعلهم. قلت له: هوِّن على نفسك فلست ملاكاً مقرباً، افعل الواجب ولا تتعد الحدود وعِش حياتك فلا أحد يدري عن تعذيبك نفسك. إن صلابة المخبر تعطي بريقاً وأصالة متجددة للمظهر، ولكننا نلجأ إلى الحلول السريعة والمعلبة فليس لدينا استعداد لتحمل التبعات التي تتطلبها، تسويق المظاهر شرارة مؤقتة أحرقت نفوسنا وأهدرت أموالنا إن رضى الناس غاية تدرك إذا أرضينا خالقنا وصدقنا معه العهد والوعد فقلوبهم بين أصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء ما أعظمه من شعور وما أجله من نداء يختصر عمليات التسويق كلها إن الله يحب فلانا فأحبوه…. . فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات