تحقق سفارة المملكة ب"جاكرتا" هذه الأيام في قصة أشبه بقصص الدراما التلفزيونية، بطلها مواطن سعودي، وامرأة "إندونسية" وفتاة تبحث عن أسرة أبيها التي لم تتعرف عليهم منذ ولادتها. السفير السعودي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أسامة الشعيبي أكد أن السفارة تتابع وتحقق في ادعاءات المرأة الإندونسية "منى" والتي تؤكد أنها كانت متزوجة من سائح سعودي، وأنجبت منه طفلة تدعى «هيفاء»، مشيرا إلى أنها ستحضر إلى السفارة اليوم، الاثنين وذلك للتدقيق في كافة المعلومات، والتوصل إلى حقيقة أمر الطفلة. وقال "الشعيبي" أن مندوب من السفارة توجه لمنطقة «بونشاك» – التي تبعد عن العاصمة قرابة 100 كيلو متر – صباح أمس الأحد للحصول على كافة المعلومات عن الطفلة هيفاء ووالدتها، بعد انتشار مقاطع فيديو تفيد بأنها من أب سعودي، كان متزوجا من امرأة إندونيسية وأنجب منها هذه الطفلة، ولكنه توفي في حادث مروري هناك. وقال السفير عبر تغريدة في حسابه بموقع «تويتر»: سيتم إكمال الإجراءات مع والدتها بعد حضورها إلى السفارة اليوم للتدقيق في كافة المعلومات والتوصل إلى الحقيقة، مبينا أنه في حال كانت الفتاة مواطنة فإنه سينظر في وضعها الاجتماعي والمالي والدراسي. الرواية كما تحكيها الأم وروت أم الفتاة الإندونيسية وتدعى «منى»، حكاية زواجها من المواطن السعودي، وقالت إنها تزوجته منذ 13 عاما، وكان من السياح الذين يأتون إلى القرية باستمرار، وبعد أن تعرف عليها، طلب يدها للزواج دون أن يقدم أي مهر يذكر، ولكن الظروف الاقتصادية التي يعيشون فيها بتلك القرية كانت تحت خط الفقر، مما دفعها لقبول الزواج منه، وكان شابا يصغرها بالسن ويبلغ 20 عاما وتم الزواج بالفعل. وأضافت أن الزوج أقام لها منزلا بجوار منزل أسرتها، وتابعت «كان زوجي يحضر إلي كل شهرين مرة واحدة ويبقي لمدة شهر، ومن ثم يعود للسعودية، ولم أكن أعرف عن عائلته شيئا، وكان يخبرني بأن عائلته أيضا لا تعرف شيئا عن هذا الزواج». وأكدت أن زواجها كان بدون أوراق رسمية، وبعد مرور فترة أنجبت الطفلة التي اتفقت معه على تسميتها «هيفاء»، مبينة أنه توفي في حادث مروري نتيجة وعورة المنطقة التي تسكن بها، وكشفت أنه حينما نقل إلى المستشفى لم تكون موجودة، وخصوصا بعد أن عرفت أن أسرته حضرت من السعودية لاستلام جثمانه، ونقل إلى المملكة ودفن هناك، وهي قامت بإخفاء أمر الطفلة خوفا من أن يتم أخذها من قبل أعمامها. وأشارت والدة الطفلة إلى أنها في العاشرة من عمرها الآن، ولم تتعلم نتيجة لعدم مقدرتها على إدخالها للمدرسة، موضحة أنها لم تكن تريد أن يظهر أمر طفلتها، لكن القدر هو الذي جعل السائح السعودي الذي قام بتصوير هيفاء وسؤالها عن اسم أبيها، لتكشف حقيقة قامت بإخفائها 10 سنوات خوفا من فقدان ابنتها. القدر يقود إلى الطفلة التوصل للطفلة وأمها يعد أيضا كان أشبه بالقصة الخيالية، حيث قاد القدر الأم والطفلة إلى مواطن كان في جولة سياحة لمدينة «بونشاك» الإندونسية، وهي منطقة يكثر فيها السياح الخليجون. ووفقا ل"الوطن"، أكد المتطوع بالأعمال الخيرية في إندونيسيا محمد علي الغامدي، أن ملامح الطفلة كانت الدافع وراء تحدث المواطن إليها، وفوجئ بأنها تتكلم العربية وذكرت أنها تحمل اسم «هيفاء الحربي»، وأن هذا كان الدافع وراء إيصال أمرها إلى السفارة السعودية في إندونيسيا. ونشر الغامدي أن السفارة السعودية مساء السبت الماضي بثَّت تغريدة عبر حسابها الرسمي في «تويتر» عن الطفلة ووالدتها، الأمر الذي دفعه مع مجموعة من المتطوعين للبحث عن الفتاة بعد أن تعرفوا على صورتها. وأوضح أن الهدف من تصوير الفتاة والوصول إليها هو عمل خيري لإيصال هذه الطفلة إلى عائلتها الحقيقية بالمملكة، مبينا أنهم ذهبوا إلى قرية «سوكرمي» التي تسكن فيها الأم والابنة، وبالفعل تم الوصول إليهما، وتم تسجيل المقاطع التي انتشرت خلال اليومين الماضيين.