رفع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الرئيس والمشرف العام على المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، باسمه وباسم أعضاء اللجنة الإشرافية العليا واللجنة المنظمة للمؤتمر، الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- على رعايته الكريمة للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل ودعمه الدائم لفعاليات وأنشطة وبرامج المركز. وقال سموه أن المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل الذي سينعقد خلال الفترة 15-16 رجب 1439ه الموافق 1-2 إبريل 2018م في مدينة الرياض، اكتسب أهمية استثنائية بالرعاية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، مؤكدًا سموه أن هذا الاهتمام من مقامه الكريم هو إعلان بأن قضية الإعاقة والمعوقين تمثل عنصرًا رئيسًا في اهتمام الحكومة ضمن خطة وأهداف التنمية المستدامة 2030. وأشار الأمير سلطان إلى الدعم الكبير التي حظيت به الدورات الأربع السابقة للمؤتمر من لدن خادم الحرمين الشريفين، حيث رعى -أيده الله- نيابة عن الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله المؤتمر الأول خلال الفترة 13-16 جمادى الأولى 1413ه الموافق 7-10 نوفمبر 1992م، والمؤتمر الثاني خلال الفترة 26-29رجب 1421ه الموافق23-26 أكتوبر2000م، وكذلك المؤتمر الرابع برعايته -أيده الله –نيابة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله خلال الفترة 25-27 ذي الحجة 1435ه الموافق 19-21 أكتوبر2014م. وثمن سموه الموافقة السامية الكريمة على تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والتي جاءت متسقة مع التوصية الثالثة عشرة من توصيات المؤتمر الدولي الرابع، إذ تضمنت استحداث هيئة وطنية عامة مستقلة تعنى برسم السياسة العامة في مجال الإعاقة وتعمل على متابعة البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية، كما أن موافقة مجلس الوزراء على تنظيم هذه الهيئة يأتي تماشيًا مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية (2030)، والمبادرات التنفيذية لبرنامج التحول الوطني (2020)، ويعد القرار خطوة مهمة في مسيرة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا الوطن الغالي. وأضاف سموه أن هذه الخطوة تأتي كإضافة للإنجازات الوطنية السابقة التي حققها المركز وتبنتها الدولة، ومنها ما صدر عن المؤتمر الأول من توصيات في العديد من المجالات، وأهمها أن تقوم مراكز الأبحاث بالجامعات والقطاعات الأخرى بإعطاء أهمية للأبحاث المتعلقة بالإعاقة والمعوقين، وإيجاد برامج متخصصة في الجامعات والمعاهد العلمية الأخرى لسد العجز في هذا المجال، وكذلك صدور نظام رعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية، والذي توج بالأمر السامي الكريم رقم م/37 بتاريخ 23/9/1421ه. وتابع سموه أن تبني الدولة لبرنامج الوصول الشامل والأدلة الإرشادية الأربعة التي قام بإعدادها المركز، والذي توج بالأمر السامي الكريم رقم (35362) بتاريخ 22/9/1434ه، يأتي كإضافة إلى الإنجازات السابقة التي حققها المركز، وكذلك برنامج الكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة حول أمراض التمثيل الغذائي بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والجهات ذات الصلة والذي يسهم في اكتشاف أكثر من (20) مرضاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء والتي في معظمها أمراض وراثية تسبب إعاقات ويطبق حالياً في أكثر من (150) مستشفى، والذي تم تدشينه برعاية خادم الحرمين الشريفين بتاريخ 5/5/1426ه الموافق 12/6/2005م، والذي يعد من أهم الإنجازات الوطنية التي تحققت على أرض الواقع. ومن جانبه، صرح معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أن المؤتمر الدولي للإعاقة يهدف إلى الاستفادة من التجارب والدراسات في مجال البحث العلمي المتخصص وعلوم وأبحاث الإعاقة باعتبارها أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في التصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو الاكتشاف المبكر لها وعلاجها والحد من آثارها عند وقوعها، منوها بالدور الكبير الذي يقوم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة كأول مركز يعنى بالبحث العلمي في مجال الإعاقة على مستوى المنطقة. وأضاف السويلم أن المركز يعد واحدًا من المراكز العلمية العالمية التي يشار إليها بالبنان، والذي يلبي الحاجة الملحة لمواجهة التزايد لحالات الإعاقة بمختلف أنواعها وما يتبعها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية تثقل كاهل المجتمع، وقضية الإعاقة تتطلب تعاون كافة الأطراف لمواجهتها بمنهجية علمية وبخطط هادفة للحد من تفاقمها، والتي نسعى جميعا إلى الاستفادة من خلال هذه المؤتمرات بما وصلت إليه التجارب العالمية في ذلك. وأشار الدكتور سلطان بن تركي السديري عضو مجلس أمناء المركز ومستشار سمو رئيس مجلس الأمناء، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أن المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، يعد أحد أكبر الملتقيات المتخصصة في مجال البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، والذي يأتي هذه المرة تحت شعار "أبحاث الإعاقة رؤية وآفاق نجاح". وقال السديري: نطمح أن يكون المؤتمر خطوة حيوية نحو العناية برفع مستويات البحوث العلمية وتطبيقاتها في كل المؤسسات العلمية والتعليمية في المملكة، واهتمامها بإحداث نقلة نوعية في التعامل مع التقنيات المستجدة في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين، مما يسهم في دعم وتطوير الخدمات المقدمة للمعوقين في المملكة من جهة، وفي تفعيل ثقافة البحث العلمي في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل لهذه الفئة الغالية من جهة أخرى. وأشار إلى ما حققته هذه المؤتمرات السابقة من نجاحات أثمرت بفضل الله بتقديم العديد من المبادرات التي تبنتها الدولة رعاها الله، ولعل من أبرزها نظام رعاية المعوقين وبرنامج الوصول الشامل، مؤكدًا أن المركز يقوم بمتابعة خطوات التفعيل التي بنيت على استراتيجية دمج المعوقين بالحياة العامة وتهيئة البيئة المناسبة لهم بصورة شاملة على أسس علمية مدروسة كما تم توقيع اتفاقيات مع عدة جهات لتطبيقيه. ومن جانبه، صرح الأستاذ أحمد بن عبد العزيز اليحيى المدير العام التنفيذي والأمين العام للمركز أمين عام المؤتمر، أن المؤتمر الخامس سيعرض (123) ورقة عمل عبارة عن محاضرات وورش عمل، و(44) ملصقاً علمياً بمشاركة (54) متحدثاً قدموا من (18) دولة، كما يقام بالتزامن مع المؤتمر المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الأشخاص ذوي الإعاقة (ضياء) والذي يعتبر الأول من نوعه محلياً وعربياً، وكذلك مهرجان الأسر المنتجة لذوي الإعاقة (منتجة 2)، تحت إشراف جمعية الأطفال المعوقين. وأضاف اليحيى أن المركز يهدف من خلال تنظيمه للمؤتمر الخامس إلى التعريف بالجهود التي بذلت على المستوى العالمي للتعامل مع قضايا المعوقين، وإتاحة الفرصة لكي يبرز علماء المملكة هذه القضية، انطلاقًا من دور المركز وإيمانه بأن البحث العلمي يعد الآن هو المعيار الحقيقي لتقدم الأمم ونهضتها كونه ضرورة ملحة وعنصرًا مهمًا للحياة الكريمة، مشيرًا إلى أن المركز يعمل على تسخير نتائج البحوث ومخرجاتها في مختلف مجالات الوقاية ومعرفة مسببات الإعاقة والاكتشاف والتدخل المبكر والرعاية والتأهيل، كما يسعى إلى تطبيق شعار العلم الذي ينفع الناس وإثراء المعرفة من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية في مجالات الإعاقة. وأعرب اليحيى عن اعتزاز مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بالشراكات المميزة مع العديد من الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسي المركز، وكذلك داعمي ورعاة المؤتمر الدولي الخامس الذين يسخرون دعمهم في خدمة قضية الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة على وجه الخصوص.