فتي لم يشق طريقه بعد… أقصى أمنياته أن يجتاز اختبار الغد … وأعلى طموحه أن يفرح بهدايا الأب كان يمارس هواية كرة القدم ولم يدرك أن تلك اللحظات آخر عهده من الدنيا أنتقلت روح الصبي ولم يكمل مذاكرة مادة الغد فاضت روحه وأبواه يرجوان له حياة طول الأمد غاب عن الدنيا وغاب معه كل شيء جميل في يومنا ذلك فاضت روحه وفاضت معها مدامع أحبابه دمعة دمعة كلما مر خياله في ذهني .. كلما إزادت أوجاع الفقد في وجداني من منا كان يظن أنه سيفارق الحياة وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره من منا كان قد تجهز واستعد لاستقبال خبر الموت الفجاءة كنا نسمع به حقا .. ونؤمن بحدوثه … لكننا لم نحس بمرارته الا عندما فاضت روح ذلك الفتى نسير في هذه الدنيا بحثا عن متعها .. وأفعالنا تدل على يقيننا بخلودنا دوما وأبدا نصحو كل صباح وهمومنا محصورة بسويعات يومنا ننظر لمن هم حولنا على أنهم لن يغيبوا عن أنظارنا لا أعلم لماذا نفعل ذلك ! هل هذه فطرة بني أدم المحبة للديمومة ؟ أم هو الرغبة في طول الأجل ؟ أم أن الموت بالنسبة للإنسان يقين بعيد الحدوث ؟ الموت عبرة الموت وقفة الموت موعظة الموت نقلة للحياة الدائمة الموت يحدث هزة عظيمة في كل أركان الإنسان… تهتز مشاعره فقداً على من مات وتهتز آخرى ترقباً متى سيكون الممات الموت واعظ يخبرنا بأن الحياة فانية وأنها دار غراس وليست دار حصاد… والحصاد المثمر ستراه عندما يلامس جسدك التراب الموت يجعل أعيننا تنظر للحياة بمنظور آخر.. بعيداً عن زيفها ومتعها وملذّاتها … تنظر للنفس من الداخل ماذا أعدت لذلك الموقف… تنظر لجوانب الحياة وتتفحصها حتى تحاول استثمار كل ما فيها ليوم الخلود … تنظر للكون وتتدبر عظمة من سوف نلاقيه بعد انقضاء الأعمار… تنظر للحكم والغايات التي من أجلها خلقنا.. الحياة ستمضي… والأيام ستنقضي… واللحظات ستمر … فالعبرة كيف مضت؟ وكيف انقضت؟ وكيف مرت ؟ فهل نحن مستعدون ؟ وهل أكتافنا حملت حسنات جمة أم أوزار جمة ؟ وهل تخلصنا من كل ما يغضب رب البرية؟ وهل قربتنا أخبار الموت وأنبائه من الله زلفى؟ رحمك الله أيها الفتى وثبتك عند السؤال … وأسأل الله أن ينزل على والديك السكينة واليقين. وسدد الله خطانا نحو الصلاح والأجر العظيم نهى المطارد