قررت محكمة إيرانية مجدداً تأجيل محاكمة أمريكيين متهمين ب"التجسس"، نظراً لعدم قدوم المتهمين من السجن الذي تحتجزهما به السلطات الإيرانية، إلى قاعة المحكمة، وفق ما أكد مسؤول دبلوماسي بالسفارة السويسرية في طهران، وأحد محامي المتهمين لCNN الأربعاء. وقال الدبلوماسي السويسري، الذي طلب عدم ذكر اسمه وفقاً للقواعد البروتوكولية: "يمكنني أن أؤكد أن المحكمة علقت جلستها الأربعاء بالفعل، بسبب تغيب السجينين، حيث لم يتم إحضارهما من السجن المحتجزين فيه." ولا توجد أية علاقات دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران، حيث تقوم السفارة السويسرية برعاية المصالح الأمريكية في طهران، فيما تقوم السفارة الباكستانية برعاية مصالح الجمهورية الإسلامية في واشنطن. وكان من المقرر أن يمثل الأمريكيين جوش فاتال وشان بوير أمام محكمة الثورة الأربعاء، لمحاكمتهما بتهمة "التجسس"، بعدما ألقت السلطات الإيرانية القبض عليهما، قبل قرابة عامين قرب الحدود العراقية، إضافة إلى صديقتهما سارة شورد، التي أفرجت عنها السلطات الإيرانية مؤخراً. وفيما قال الدبلوماسي السويسري: "لم يتم الإفصاح عن أسباب عدم إحضار المتهمين إلى المحكمة"، فقد أفادت تقارير بأن السلطات الإيرانية تفرض قيوداً على الدبلوماسيين السويسريين لمنعهم من متابعة إجراءات المحاكمة. من جانبه، قال المحامي مسعود شافي: "شان وجوش لم يتم إحضارهما من السجن إلى قاعة المحكمة اليوم"، وأكد أنه أيضاً ليس لديه معلومات حول أسباب عدم حضورهما. وكان شافي قد ذكر في تصريحات سابقة لCNN أن السلطات الإيرانية رفضت طلبه لقاء موكليه، مشيراً إلى أن التهم الموجهة إليهم بالتجسس لا أساس لها من الصحة، وأن "اجتيازهم الحدود ليس لخطأ من جانبهم"، مشيراً إلى أن الحدود غير معلمة. وأطلقت السلطات الإيرانية سراح سارة شورد، ل"دواع إنسانية"، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بكفالة مالية بلغت 550 مليون ريال إيراني (ما يعادل 500 ألف دولار)، فيما تواصل احتجاز شان وجوش في سجن "إيفين" المشدد الحراسة بالعاصمة طهران. وقدم الأمريكيون الثلاثة، الذي احتجزوا في الحدود غير المعلمة الفاصلة بين إيران وإقليم كردستان العراق، أنفسهم كسياح، إلا أن المسؤولين في طهران وجهوا إليهم اتهامات بالتجسس. وتزعم وثيقة أمريكية سرية، ضمن 400 ألف ملف سري سربها الموقع الإلكتروني "ويكيليكس" عن حرب العراق، أن قوات إيرانية اجتازت الحدود إلى داخل الأراضي العراقية، لاعتقال الأمريكيين الثلاثة، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. يُذكر أن السلطات الإيرانية اعتقلت صحفيين ألمانيين، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووجهت إليهما أيضاً تهمة "التجسس"، بعدما التقيا نجل ومحامي الإيرانية سكينة محمدي أشتياني، المتهمة ب"الزنا"، والتي تواجه عقوبة الإعدام رجماً بالحجارة.