قبل أقل من شهرين على الاقتراع الشعبي للانتخابات العامة في تركيا، أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء عن خطط طموحة لشق قناة جديدة عبر مدينة اسطنبول تتفوق على قناتي بنما والسويس، لتشكل رافداً آخر مواز لمضيق البسفور، وسيطلق عليها مبدئياً اسم "قناة اسطنبول." وقال أردوغان في مؤتمر لحزبه: "اليوم نشمر عن سواعدنا من أجل أحد أمبر المشاريع في القرن، بحيث تبز قناتي بنما والسويس." يشار إلى أن طول قناة بنما يبلغ 77 كيلومتراً في حين يبلغ طول قناة السويس أكثر من 190 كيلومتراً. وستشق القناة مدينة اسطنبول، التي تعد أكبر مدينة تركية والعاصمة التجارية لها، وستكون "قناة اسطنبول" موازية لقناة البوسفور، وهي قناة بحرية طبيعية تقسم مدينة اسطنبول إلى قسمين، واحد في آسيا والآخر في أوروبا. وقال أردوغان إنه "بفضل هذا المشروع العملاق ستتحول اسطنبول إلى مدينة يخترقها بحران"، وفقاً لما نقله موقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT. ولدى إعلانه عن المشروع تحدث رئيس الوزراء أردوغان قائلا " تم على وجه التقريب تحديد موقع و تكاليف المشروع . و أعمال دراسة المشروع فقط ستستغرق نحو عامين." وتابع: "ومن خلال المشروع سنشق قناة بطول يتراوح ما بين 45 و50 كيلومتراً بين البحر الأسود وبحر مرمرة. وسيبلغ عمق مياه القناة حوالي 25 متراً، أما عرضها فسيتراوح ما بين 140 و150 متراً على السطح و120 مترا عند القاع، بحيث يكون بمقدور السفن الضخمة عبور القناة الجديدة." وحسب المشروع سيتم شق قناة في غرب إسطنبول ، وستربط هذه القناة بين البحر الأسود و بحر مرمرة ، و بمعنى أخر سيكون في مدينة إسطنبول مضيق ثاني إضافة إلى مضيق البسفور، وبذلك ستصبح المدينة مؤلفة من جزيرة و شبه جزيرتين. وقال أردوغان إن من بين اهداف هذه القناة المقترحة تقليل عدد سفن الشحن الضخمة التي تعبر قناة البوسفور وتقليل التهديدات، خصوصاً وأن نحو 100 سفينة تعبر يومياً قناة البوسفور، والعديد منها تحمل مواد خطرة، مثل النفط الخام وغاز النفط المسال. وكانت حادثة مميتة وقعت في المضيق عام 1979، عندما انفجرت ناقلة نفط رومانية بعد اصطدامها بسفينة أخرى، ما أدى إلى مقتل عشرات من الناس إضافة إلى تسرب أطنان من النفط إلى البحر.