استقبل مستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر أول من أمس معلمة مصابة بغيبوبة سكر بعد قضائها يوما كاملاً محتمية داخل مبنى الشؤون الاجتماعية بجدة هرباً من بطش زوجها، دون أن يتقدم أحد لمعاونتها، إلى أن دخلت في غيبوبة في العاشرة والنصف مساء نفس اليوم، فانتقلت الأخصائية ذهبة الشهري من دار الحماية إلى مبنى الشؤون الاجتماعية، واصطحبت المعلمة إلى المستشفى. ووفقاً لما اوردته الوطن اليوم كانت المعلمة وهي في العقد الخامس من عمرها اضطرت للاحتماء أول من أمس بمبنى الشؤون رافضة الخروج منه إلا بضمانات خطية من مدير شرطة جدة، ومدير الضمان بحمايتها من العنف الأسري الذي تتعرض له. وكانت الزوجة قد تركت شقتها بعد أن تملكها الخوف من تهديدات زوجها لها بالذبح -وفقاً لما ذكرته-. وسردت (غ.م) قصتها هاتفيا ل"الوطن" وقالت: إنها تقدمت بشكوى خطية للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي بدورها حولتها لمسؤولي الشؤون الاجتماعية كي يتم التعامل مع حالتها وإدخالها دار الحماية، لحمايتها من عنف زوجها. وأضافت أنها رفعت قضية خلع ضد زوجها قبل عام، ولم يبت فيها حتى الآن، وكانت تأمل في الخروج من دوامة العنف التي يحاصرها زوجها داخلها، مشيرة إلى أنه حرض ثلاثة من أبنائها ضدها، وقام بتكسير أبواب الشقة، وضربها، وطردها من الشقة رغم أن ملكيتها تعود لها. وأضافت المعلمة (غ.م) أنها تعاني من داء السكري، وأنها اضطرت للاختباء لمدة خمسة أيام تحت سرير غرفتها دون أن يشعر بها أحد خوفا من بطش زوجها وتهديده لها بالذبح. وأكدت أنها تقدمت بعدد من الشكاوى لإدارة المخدرات تتهم فيها زوجها بالتعاطي، وتعمده إهمال أولاده، وتركهم دون تعليم، ودفعه للابن الأكبر لتعاطي المخدرات، لكن لم يلتفت إليها أحد، ووصل الأمر كما تقول إلى أن تشاهد ابنها البالغ من العمر 12 عاما يتعاطى سجائر ملفوفة. وأضافت أنها تقدمت بأكثر من شكوى لشرطة جدة أثبتت فيها تعرضها للضرب من أبنائها بتحريض من زوجها، الذي هددها بالقتل إن لم تتنازل له عن كل أملاكها، وأن تنقل له ملكية شقتها، وتدفع له 50 ألف ريال، وتتنازل عن كل القضايا التي رفعتها ضده. وأشارت إلى أنها تقدمت بشكوى لحقوق الإنسان بعد فرارها من شقتها أول من أمس، تم تحويلها للشؤون الاجتماعية، إلا أنها ظلت تنتظر في مقر الشؤون ل 11 ساعة دون أن يهتم بها أحد، بل تعرضت لاعتداء لفظي من حراس المبنى، الذين أبلغوا الدوريات الأمنية عنها، والتي باشرت الموقع ب 8 سيارات. وقالت زميلة المعلمة (ح.ح) التي كانت متواجدة مع زميلتها داخل مبنى الشؤون الاجتماعية إنها أبلغت شرطة جدة باختفاء زميلتها المعلمة التي تعاني من عنف زوجها منذ خمسة أيام، وفجأة أبلغها مسؤول بالشرطة في الساعة السابعة مساء أول من أمس بأن صديقتها المختفية احتمت بمبنى الشؤون، وترفض الخروج إلا بعد ضمانات أمنية، فهرولت إليها لاستطلاع أمرها، وتبين ارتفاع نسبة السكر عندها، وإصابتها بالهزال لعدم تناولها الطعام لأيام. وأشارت إلى أن زوج صديقتها عمد لابتزازها منذ عدة سنوات، وقدم ضدها عددا من الشكاوى التي حولت لهيئة التحقيق والادعاء والمحكمة الجزئية، حتى إنها كلما خرجت من قضية لحقها بقضية أخرى، حتى تكدست القضايا ضدها. وأكدت أن زميلتها كثيرا ما تقدمت بشكاوى في مركز شرطة النزهة ضد زوجها، لكنها كانت تحفظ، ولا يتخذ ضد الزوج أي إجراء. وقالت أخصائية دار الحماية بجدة ذهبة الشهري إن حالة المعلمة تم التعامل معها بإنسانية، ونقلت إلى مستشفى المحجر إثر إصابتها بغيبوبة سكر، وبعد تلقيها العلاج ، تم إدخالها دار الحماية. وفي اتصال بمدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي أفاد بأن المواطنة لجأت للحماية داخل مبنى الشؤون الاجتماعية، وتم التعامل مع حالتها، وإدخالها دار الحماية لحل مشكلتها، ووعد مندوب شرطة جدة بالشؤون الاجتماعية لقضايا العنف العميد محمد القحطاني بسرعة بحث قضية المعلمة، ومعالجة أمورها النفسية والإنسانية بشكل عاجل.