قال وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا إن حل الأزمة الراهنة في بلاده سيأتي من الليبيين أنفسهم عبر نقاش وحوار ديمقراطي. وفي تصريحات خاصة ل(بي بي سي)، قال كوسا الذي فر إلى بريطانيا مؤخرا "أطالب بشدة كل الجهات بتجنيب بلدنا الدخول في حروب أهلية والانزلاق في حمام دم وتحويل ليبيا الى صومال جديد". وأضاف " نرفض تقسيم التراب الليبي ووحدة ليبيا هي الاساس لأي حل وتسوية". وجاء ذلك بعد أن رفضت المعارضة الليبية مبادرة إنهاء الأزمة في ليبيا التي عرضها عليها وفد الاتحاد الافريقي خلال محادثات جرت الاثنين في بنغازي شرقي ليبيا. وقال مصطفى عبدالجليل من المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي إن مبادرة الاتحاد الافريقي لا تتضمن رحيل القذافي وابنائه، لذلك فهي مرفوضة. وتتضمن المبادرة وقفا فوريا لإطلاق النار وإيصال الإغاثة الإنسانية للمحتاجين وحماية الأجانب، وكذلك تعليق غارات الناتو وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة حول تسوية سياسية. من جهته قال نور الدين المازني المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن رفض المجلس الانتقالي في ليبيا لمبادرة الوساطة التي قام بها الاتحاد مع العقيد معمر القذافي لا تعني الفشل. وأكد في اتصال هاتفي مع بي بي سي أن الهدف الأساسي للمبادرة هو حقن الدماء داعيا المجلس لتغليب المصلحة العليا للبلاد. سيف الإسلام من جهته قال سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي إن الحديث عن رحيل والده عن السلطة أمر لا معنى له.. لكن سيف الإسلام أقر في مقابلة أجريت قبل أيام مع تليفزيون فرنسي بأن البلاد بحاجة لدماء جديدة وأن والده تقدم به العمر ولا يريد أن يحكم. وقال سيف الإسلام إن ليبيا المستقبل ستكون مختلفة "مع القائد مع سيف" حسب قوله. وأضاف "نريد ان تتولى نخبة جديدة المشهد السياسي, نخبة من الشباب تحكم البلاد, وتتولى الشؤون المحلية. نريد دما جديدا, هذا ما نريده من اجل مستقبل ليبيا. ولكن الحديث عن رحيل القائد, هذا حقا لا معنى له". ومضى قائلا إن "كل شىء تغير ليبيا المستقبل ستكون مختلفة تماما عن ليبيا التي عرفتموها حتى الان, مع القائد, مع سيف, مع الشعب, مع الشرق, مع الغرب, مع جنوب ليبيا نحن كلنا عائلة واحدة وسنبني ليبيا جديدة". ردود الفعل وفي رد فعل على خطة الاتحاد الافريقي قال الناتو إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون موثوقا وقابلا للفحص. ودعا الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن الى وقف تام لأعمال العنف والتوقف تماما عن مهاجمة المدنيين، ولكنه أكد أن العمل العسكري لوحده غير قادر على حل الأزمة. وعلق وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج على الاتفاقية بالقول ان اي اتفاقية يجب أن تأخذ بالاعتبار قرارات الأممالمتحدة، أما نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني الذي أجرى محادثات مع هيج في لندن فقد قال إن أي تقدم في ليبيا يجب أن يكون بدون القذافي، وابدى شكوكه من أن يحترم القذافي أي وقف لإطلاق النار. تصريحات كلينتون من جهتها جددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ن طلب الولاياتالمتحدة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي رافضة التعليق على الاتفاق الذي اقترحه الاتحاد الافريقي. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي إن بلاده تريد التوصل الى وقف لإطلاق النار وانسحاب قوات النظام الليبي من المناطق التي دخلتها بالقوة. كما أشارت إلى ضرورة إعادة الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى إلى المدن التي قطعت عنها مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية. من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني انه بشأن وقف اطلاق النار "المهم الافعال وليس الاقوال". واضاف خلال مؤتمر صحفي "يعلم القذافي ونظامه ما يجب القيام به". وأوضح كارني أن واشنطن تواصل اتخاذ تدابير اقتصادية ودبلوماسية لتضييق الخناق على القذافي. تحذيرات في المقابل أعلنت وزارة الخارجية الليبية مساء الاثنين ان "اي اقتراب من الاراضي الليبية بذريعة عملية انسانية سيواجه بمقاومة عنيفة", في رد على اعلان الاتحاد الاوروبي عزمه على القيام بمهمة عسكرية انسانية لمساعدة سكان مدينة مصراتة المحاصرة. ونقلت وكالة الانباء الجماهيرية الليبية الرسمية ان وزارة الخارجية الليبية أبلغت مجلس الامن والجمعية العامة والاتحاد الاوروبي والافريقي بان اي اقتراب من الاراضي الليبية بذريعة عملية انسانية "سيواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح". وكانت مفوضة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون وجهت رسالة الجمعة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تبلغه فيها "استعداد الاتحاد الاوروبي للتحرك" بكل الوسائل "ومن ضمنها العسكرية" لتنفيذ خطة انسانية لمساعدة سكان مصراتة البالغ عددهم نحو 300 الف نسمة والمحاصرين من قوات القذافي على بعد نحو 200 كلم شرق طرابلس. الوضع الميداني ميدانيا وقال أحد سكان مدينة مصراتة لبي بي سي إن قوات القذافي بدأت الهجوم على المدينة في الرابعة من فجر الاثنين وأطلقت عليها ما بين 25 و 30 صاروخا. وأضاف أن الوضع في غاية السخونة وأن قوات القذافي تحاول دخول المدينة من جهتين: من الشرق ومن مركز المدينة جهة شارع طرابلس الذي يقع تحت سيطرة قوات القذافي. وكانت قوات القذافي قد أجبرت قوات المعارضة على التقهقر ولكن غارات الناتو أوقفت تقدمها.