أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية عن توصلها لأول مرة إلى مصدر تسرب مياه ملوثة بمستويات مرتفعة من المواد المشعة إلى البحر، من المفاعل رقم اثنين في محطة "فوكوشيما دايئيتشي" للطاقة النووية، فيما قام رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، بزيارة المناطق المنكوبة ب"كارثة" الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل ثلاثة أسابيع. وذكرت الشركة اليابانية، في بيان لها السبت، أن الماء كان يتسرب من صدع في جدار قبو عمقه متران، يحتوي على الأسلاك الكهربائية بالقرب من مأخذ الماء في المفاعل، الذي أُصيب بأضرار شديدة نتيجة الزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان، في 11 مارس/ آذار الماضي، بقوة تسع درجات على مقياس ريختر، وتسبب بحدوث أمواج "تسونامي" عاتية، جرفت الأخضر واليابس في طريقها. وقالت الشركة المعروفة اختصاراً باسم "تيبكو"، وفق ما نقلت الإذاعة اليابانية NHK، إنها وجدت في القبو مياه بعمق يتراوح بين عشرة وعشرين سنتيمتراً، وأشارت إلى أنه تم قياس مستوى الإشعاع ووجد أنه يزيد عن ألف "ملليسيفيرت" في الساعة، وأضافت أنها بدأت في أعمال سد مصدر التسرب الإشعاعي، عن طريق صب كميات من الأسمنت في القبو المتصدع من المفاعل المعطوب. وذكر مسئول كبير بوكالة الأمان النووي والصناعي أن الصدع قد يكون أحد مصادر التلوث الإشعاعي، الذي وجد في مياه البحر قرب مصب المياه، حيث رصدت الوكالة، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مستويات مرتفعة من الإشعاع في المياه بقبو مبنى التوربين بالمفاعل رقم اثنين بالمحطة النووية، وصل إلى ما يزيد عن المستوى الطبيعي بنحو مائة ألف مرة. من جانب آخر، قام رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، بزيارة مدينة "ريكوزين تاكاتا"، في محافظة "إيواتيه"، إحدى أكثر المناطق المنكوبة ب"الكارثة المزدوجة"، لأول مرة منذ وقوع الكارثة في 11 مارس/ آذار الماضي، ووعد بأن تقدم الحكومة دعماً كاملاً للناجين من الزلزال والتسونامي. ووفق آخر التقديرات الرسمية لضحايا الكارثة فقد ارتفع عدد الوفيات إلى ما يقرب من 12 ألف قتيل، وفق ما أعلنت الوكالة اليابانية للشرطة القومية، بينما يبلغ عدد المفقودين حوالي 16 ألف و400 شخص، مع تواصل عمليات الإبلاغ عن مفقودين، من ذوي أو أقارب أولئك الذين لم يعرف مصيرهم بعد. وبعد مرور ثلاثة أسابيع على الكارثة، بدأت قوات الدفاع الذاتي اليابانية، بمشاركة وحدات من الجيش الأمريكي، عملية عسكرية ضخمة الجمعة، للبحث عن آلاف المفقودين، من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، وتشارك فيها 100 طائرة، و50 سفينة من قوات الدفاع الذاتي، بالإضافة إلى نحو 20 طائرة، وأكثر من عشر سفن تابعة للقوات الأمريكية. وتشارك فرق خفر السواحل الياباني والشرطة ورجال الإطفاء، في مهمة الإنقاذ التي تعد الأكبر على الإطلاق في اليابان، ويغطي البحث مناطق ساحلية تطل على المحيط الهادئ، بمحافظات "إيواتيه"، و"ميياغي"، و"فوكوشيما"، إضافة إلى المياه حتى مسافة 20 كيلومتر من الشاطئ.