تلقى نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نكسة قوية أمس، بانشقاق وزير خارجيته موسى كوسا، ورفض سفيره في الأممالمتحدة عبد السلام التريكي القيام بأي عمل يكلف به من قبل العقيد. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس في لندن أن نظام الزعيم القذافي «ينهار من الداخل» بعد استقالة موسى كوسا، مؤكداً أن بريطانيا لن «تمنح حصانة» لوزير الخارجية الليبي المنشق. ووصف مسؤول أميركي كبير هذا الانشقاق بأنه «مهم»، معتبراً أنه يثبت أن أوساط القذافي لم تعد تثق بمتانة النظام. من جهته، صرح وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام أن استقالة وزير الخارجية الليبي تعني أن أيام نظام القذافي «معدودة». من جهته قال وزير الخارجية الليبي السابق علي عبد السلام التريكي الذي عينه القذافي سفيراً لبلاده بالأممالمتحدة إنه قرر عدم قبول أي عمل رسمي يسند إليه بسبب ما يجري في بلاده من إراقة للدماء، ودعا إلى الحوار«لتقرير مصير ليبيا وتحديد معالم مستقبلها». من جهتها قالت قناة الجزيرة امس ان «عدداً من الشخصيات» المقربة من القذافي غادروا البلاد إلى تونس. ميدانياً، وقعت مواجهات أمس في محيط بلدة البريقة النفطية (800 كلم شرق طرابلس) بين الثوار وكتائب القذافي. وقد تولى حلف شمال الأطلسي أمس قيادة كل العمليات في ليبيا. وقال دبلوماسي في الحلف إن عملية «الحامي الموحد» التي قررتها دول الحلف الأحد بدأت رسمياً أمس. وأفادت تقارير أميركية أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا قامتا بدس عملاء استخبارات سريين في ليبيا للاتصال مع الثوار ولجمع معلومات توجه الغارات الجوية للتحالف. ورفض البيت الأبيض التعليق حول الحرب الخفية التي تدور على ما يبدو في ليبيا وحول تقرير آخر أن الرئيس باراك أوباما وقع مذكرة سرية تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بعمليات سرية في ليبيا. على صعيد آخر اتهم الثوار الحكومة التشادية بالمشاركة عسكرياً إلى جانب قوات القذافي في القتال الدائر شرق البلاد.