قال مسؤولون باكستانيون أن محكمة باكستانية أطلقت سراح متعاقد يعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بعد تبرئته من تهمتين بالقتل في جلسة عقدت في سجن في لاهور. وكان ريموند ديفيز (36 عاما) قد اتهم بقتل رجلين في مدينة لاهور شرق البلاد في يناير/ كانون الثاني بعد ما قال انهما حاولا سلبه. وجاءت تبرئته بعد عفو أقارب القتيلين عنه وتأكيدهم للقاضي أنهم تلقوا التعويض الذي يعرف ب "الدية"، وفقاً للشريعة الإسلامية، المعمول بها في المحاكم الباكستانية. وأفادت وسائل الإعلام الباكستانية أن أسرتي القتيلين تلقيتا 200 مليون روبية (نحو 2.34 مليون دولار امريكي). من جهتها نفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن تكون الحكومة الامريكية قد دفعت أي اموال للدية. وقد تسبب اطلاق سراح ديفيز باحتجاجات ضد تبرئته في كراتشي، ولاهور، واسلام اباد. وقد اشتبك المتظاهرون في لاهور مع شرطة مكافحة الشغب بالقرب من القنصلية الامريكية، واصيب ستة اشخاص وألقي القبض على عدة أشخاص آخرين. وفي أجزاء أخرى من كراتشي ولاهور واسلام اباد قام المتظاهرون بإشعال إطارات السيارات، وعطلوا حركة المرور. وقال كاميرون مونتير ، سفير الولاياتالمتحدة لدى باكستان، بانه "ممتن لكرم" اسرتي القتيلين. مضيفاً: "أود أن أعرب ، مرة أخرى، عن أسفي للحادث وحزني على المعاناة التي سببتها". وقال السفير أن وزارة العدل الأميركية فتحت تحقيقا في الحادث. غموض وبقيت واشنطن تصر على أن السيد ديفيس يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، وكان يتصرف بمنطق الدفاع عن النفس. وقال فيزان حيدر، المحامي الذي يمثل عائلة احد القتيلين، لهيئة الاذاعة البريطانية إن صفقة "الدية" تمت دون علمه. وأضاف لم يسمح لي للمشاركة في تفاصيل القضية، وأنه ابقي قيد قيد الاحتجاز القسري لمدة أربع ساعات. وكان أقارب القتيلين قد صرحوا لهيئة الاذاعة البريطانية انهم يريدون العدالة لا التعويض. وقال إعجاز أحمد ، من أقارب أحد القتيلين، أن ثمانية من أفراد عائلته لا يعرف مكانهم منذ بدأت انباء عن الصفقة بدأت تنتشر. وقال "هناك قفل على أبواب بيوتهم، وهواتفهم مغلقة. إذا كانوا قد قبلوا الصفقة فقد تصرفوا بشكل غير مشرف". وقالت مراسل بي بي سي في إسلام آباد أورلا غورين أن السيد ديفيز هو جندي سابق في القوات الخاصة الأميركية، ولا يعرف مكان وجوده بعد اطلاق سراحه. واضافت بان تقارير غير مؤكدة بانه قد غادر باكستان. ودفعت تقارير أفادت بأن ديفيز كان يعمل لوكالة الاستخبارات الأمريكية إلى تأجيج الغضب بين أوساط الجماعات الإسلامية في باكستان. ويذكر أن الاتفاق على الافراج عن ديفيس ينهي مواجهة دبلوماسية متصاعدة بين باكستانوالولاياتالمتحدة، اللتين كانت علاقاتهما متوترة للغاية. ويرى مراقبون أن هذه الصفقة ستقابل بارتياح من قبل الطرفين.