- الرأي - بدرية عيسى - جازان : الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين عاصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وشاركوا في بناء الأمة الإسلامية هناك صحابة مشهورون ذاع صيتهم وهناك آخرون لم يعرفوا بنفس الشهرة ولكن كانت لهم أدوار مهمة في نشر الإسلام وخدمة الدعوة. ومنهم : الصحابية أم أيمن (بركة الحبشية). هي واحدة من الصحابيات الجليلات وذات مكانة خاصة في تاريخ الإسلام. كانت امرأة عظيمة في الإيمان والشجاعة، ولها دور بارز في حياة النبي ﷺ ومنذ بداية الدعوة. اسمها بركة بنت ثعلبة، ولقبها الأشهر هو "أم أيمن". كانت تُلقب ب "الحبشية" لأنها كانت من أصول حبشية. أسلمت في وقت مبكر، وكانت من أوائل من دخلوا في الإسلام. تأثرت بشكل كبير برسالة النبي ﷺ. كانت من خدم النبي ﷺ المخلصين، وكان لها دور مهم في مساعدة النبي ﷺ وأسرته. وتُعتبر واحدة من الشخصيات التي عايشت بداية الدعوة ومراحلها الأولى. بعد وفاة والدته آمنة بنت وهب، كانت هي من رعت النبي ﷺ وهو طفل. فعندما فقد النبي ﷺ والدته وهو في سن صغير، كانت هي من تولت العناية به، واعتبرها بمثابة أمه الثانية. كانت من الصحابيات اللواتي هاجرن إلى المدينةالمنورة مع النبي ﷺ في الهجرة الثانية. شاركت في العديد من الغزوات والمعارك الهامة، مثل غزوة أحد، وكانت تقدم الدعم والمساعدة للمجاهدين. كانت امرأة ذات إيمان قوي وشجاعة. وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال لها: "أنتِ من أهل الجنة" . مما يدل على مكانتها الرفيعة في الإسلام. توفيت أم أيمن في عهد الخليفة عثمان بن عفان، ويقال إنها توفيت في مدينة حمص بسوريا. كانت أم أيمن من الصحابيات اللاتي قدمن تضحيات كبيرة من أجل نشر الإسلام، حيث قدّمت الكثير من الدعم والمساعدة للنبي ﷺ والمسلمين في فترات صعبة. على الرغم من أنها كانت قوية في إيمانها وعملها، كانت معروفة أيضًا بحنانها وعاطفتها. فقد كانت تحب النبي ﷺ حبًّا شديدًا. هي مثال للمرأة الصابرة والقوية في إيمانها ورافضة لظلم الكفار، وقد كانت دائمًا في طليعة الصحابيات المخلصات.