بقلم: عبدالله غانم القحطاني شهر الصيام المبارك موسم ديني عالمي. يستبشر بقدومه على الأقل نصف سكان الأرض حتى من غير المسلمين، يفرحون بخيراته وبروح التسامح والتكافل والصبر الذي يمثله. أكثر شعوب الدنيا تلتقي على مائدة رمضان وتشعر بوجوده وأثره. (كلمة رامادان مشترك روحي إنساني عالمي). المسلمين وغير المسلمين يحتفون بأوقاته الماتعة ووجباته الخاصة. ملك بريطانيا تشارلز، بالأمس يجهز بيديه عبوات إفطار لبعض الصائمين من شعبه كرسالة رمزية لهم وتضامناً معهم واحتراماً لقداسة صيامهم. وهناك بيننا من ينغصون جمال هذه الأيام المقدسة سريعة العبور، فهذا الرجل الغني الأناني، لسانه سليط على زوجته وأبناءها، يحرمهم الفرحة بشهر الكرم والرحمات مع أن ألله أكرمه بما يكفي من المال. ويمنعهم ليلاً من زيارة الأقارب والجيران كسائر الناس في هذا الزمن. ألذي لا يعطي بناته وزوجته وأبناءه إلاّ إذا طلبوا وألحوا عليه خاصة بهذا الشهر الكريم هو أب جلف وصلف ومحروم من نعمة العطاء، يمن ماقدمه لهم سابقاً، وحتى وهو سيعطيهم يكسر نفوسهم بالأسئلة وبأنه تعب من طلباتهم!. التنغيص يزداد في رمضان السعيد حينما لايدرك البعض أن حولهم بداخل عوائلهم وأقرباءهم من يعاني من الإكتئآب والتعب النفسي والضعف، وبلا رحمة وإحساس يوجهون لهم أسوأ الكلام واللوم والتجريح بسبب إنطواءهم أو سكوتهم أو سرحانهم أو نوبات غضب تصيبهم، مما يزيد على معاناتهم آلاماً جديدة. الأخ النكدي لإخواتك تذكر أن جبر الخواطر على الله ولأجله. الأخ الغني، الأخت الغنية، لا تنتظرون آخر شهر رمضان لتقديم الصدقة والزكاة فهذا جهل وحرمان وتأخير فيه مذلة، أعطوها للأقارب والضعفاء والمساكين القريبين منكم مكاناً في أول الشهر المبارك ليجدوا الوقت الفسيح لشراء وتفصيل ما يرغبون، فإن زاد شيء فاعطوه للطالبين لها المعروفين بوجوههم الجريئة سنوياً في كل رمضان!. لا تنغصون على الناس بعطاءكم في غير وقته ومكانه.. الذين سيقودون سياراتهم من هذا اليوم الأول بسرعات جنونية متهورة قبل لحظات من رفع أذان المغرب والإفطار ثم يموتون بالحوادث ويقتلون غيرهم، هؤلاء يرحمهم الله يحولون الشهر العظيم والعيد المبارك إلى أحزان بنفوس عوائلهم وألم وظلام وقتل لكل شيء جميل.. الذين ينغصون على آباءهم وأمهاتهم الكبار في العمر بسبب شجارهم وصراخهم مع زوجاتهم وأطفالهم هؤلاء يحطمون سعادة والديهم برمضان أكثر من غيره. إمام صلاة التراويح ثقيل الطينة المتباطىء الذي يقول من جاء معنا فاهلاً به ومن لم نعجبه فليذهب إلى أي مسجد يختاره!، هذا إمام جبان لايهتم بجمع الجيران وإسعادهم، ولا يهتم بشوقهم لصلاة القيام بمسجدهم القريب، هذا من أسوأ المنغصين. الذي يتنقل أغلب رمضان على موائد الإفطار عند اقرانه الفوضجيين بالإستراحات والمطاعم والفنادق والمنازل ويترك عائلته، هذا شخص يمثل التنغيص بعينه، وقد يكون خروجه أريح لعائلته لأنه في الغالب منغص لحياتهم ومتجهم الوجه بالمنزل لكنه خادماً مبتسماً لغيرهم خارجه، هذا الإنسان لا يفهم معنى جو العائلة والإفطار بمعيتها ولا يعي قيمة اللحظات الأخيرة التي تسبق الإفطار مع الأهل في جو الإستغفار والطمانينة.. غداً نلتقي بإذن الله في سَحَرٍ جديد..