تمضي بنا الليالي، تتلوها ليالي ونحن نعيش الأمل والألم.. الواقع والحلم.. الحياة تستمر وتتجدد ونحن معها، نعيشُها بِجمعِها ومُفْردِها بِفرحِها وحُزنِها بِطِباقِها وترادُفِها بِمرسلِها وسَجَعِها بِدمعةِ عينٍ وثغرٍ باسم. نتعلم من تجاربها ونستمد من الألم القوة ومن السعادة الأمل. فلا تيأس من لحظة ضعف، ولا تتجاهل لحظة فرح. يقولون أن أهم ثلاثة أشياء في هذه الحياة شخصٌ تُحِبُه، وشيئاً تفعله، وآخر تتطلع له. فالحب يمنحنا الدفء والإطمئنان والعمل يضفي على أيامنا معنى وغاية، والتطلع إلى المستقبل يبث فينا الأمل ويُحفزُنا للإستمرار والسعي نحو الأفضل. الحياة مليئة بالتساؤلات والتحديات، وكلٌ منا يسعى لفهمها وإيجاد مكانٍ ودورٍ فيها. وتختلف تلك الأماكن والأدور بختلاف شخصياتنا وقدراتنا وما هُيئنا له. للحياة أدوات كما للرسام أدواته.. (معنى وهدف وغاية )ثلاثية متداخلة تعمل معاً لتشكل تجربة الإنسان وترسم قصته. فالمعنى هو الإدراك الشخصي لما تشتمل عليه الحياة. يرتبط المعنى بالقيم والمعتقدات الفردية، ويمكن أن يكون مستمدًا من فلسفة الإنسان،الدين،العلاقات،العمل، أو حتى اللحظات الصغيرة في الحياة اليومية. فالمعنى يضفي على الحياة طعمًا وروحًا. بدون المعنى يمكن أن يشعر الإنسان بالفراغ والضياع، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية والعاطفية. أما الهدف هو الاتجاه أو المسار الذي يسعى الإنسان لتحقيقه في حياته. ويختلف الهدف من شخص لآخر؛ فهناك من يهدف إلى النجاح المهني، وهناك من يسعى إلى بناء أسرةٍ سعيدة، أو إلى تطوير مهاراته ومعارفه، بعضاً منها او جميعها. الأهداف تمنح الحياة نوعًا من التنظيم والهيكلة، وتشجع على المثابرة والعمل الدؤوب. بوجود هدف واضح في حياة كلٍ منا نتمكن من تحديد خُطواتنا بدقة،وتوجيه طاقاتنا نحو تحقيق إنجازات ملموسة. أما الغاية هي الأفق البعيد الذي يتطلع إليه الإنسان. وتتجاوز الغاية الحدود الشخصية لتشمل الإسهام في المجتمع والإنسانية. الغاية أكثر عمقًا وأطول أمدًا وغالبًا ما تكون مرتبطة بالقيم الإنسانية الكبرى مثل العدالة والحب والإحسان. بوجود غاية نبيلة، يمكن للإنسان أن يتجاوز التحديات والصعوبات، حيث أن رؤيته للأفق الأوسع تمنحه القوة والصبر. فالمعنى يمنح الإنسان الشعور بالانتماء، والهدف يوجه خطواته نحو تحقيق إنجازات ملموسة، بينما الغاية ترفع مستوى حياته إلى مستوى أعمق في التفاعل مع الإنسانية. هنا يصبح الإنسان قادرًا على العيش بحياة مليئة بالرضا والتحدي والإنجاز. في النهاية، تتكامل الألوان وتمتزج على لوحة الحياة بالريش الثلاثة..معنى.. هدف..غاية..فيرسم صاحِبها لوحته الخاصة. وهنا سأقول لك : ارسمها برضى ويقين وجْعَلها تَسرُ ناظريكَ قبل الناظِرين .. كتبه/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم