- الرأي - بدرية عيسى - جازان الشيخ محمد بن حسن أبو شريفة الحازمي -رحمه الله تعالى- هو أحد رجالات منطقة جازان المرموقين. من مواليد قرية الظبية عام ١٣٥٦ه. نشأ وتربى في حجر والده العلامة القاضي حسن بن محمد الحازمي -رحمه الله-. فتعلم على يديه القراءة والكتابة وحفظ متن الآجرومية، وملحة الإعراب في النحو، ودرس قطر الندى وسبل السلام على يد العلامة القاضي عبدالله بن موسى أبو شريفة الحازمي، وقرأ عليه أيضًا مقامات الحريري. بعد ذلك انتقل إلى صامطة برفقة أخويه وابن عمه لطلب العلم في المعهد العلمي بصامطة، فدرس على مشايخه ومعلميه وتخرج فيه عام ١٣٨٤ه، ثم التحق بكلية الشريعة في الرياض وأكمل دراسته الجامعية وتخرج فيها في العام الدراسي ١٣٨٨/١٣٧٨ه. بعد تخرجه في كلية الشريعة، عُين مدرسًا في المعهد العلمي في نجران، وباشر العمل بتاريخ ١٣٨٨/٧/٩ه لمدة ثلاث سنوات. وفي ١٣٩١/٨/١ه عُين مديرًا للمعهد. وقد استقطب كثيرًا من أبناء منطقة جازان للدراسة في المعهد العلمي في نجران. وتخرج على يديه كثير من الطلاب الذين تولوا مراكز قيادية في وظائفهم. وبالإضافة إلى عمله الأساسي في المعهد، أسندت له أعمال أخرى في منطقة نجران منها: ١/ الإشراف على مكتب الدعوة والإرشاد. ٢/ الإشراف على حلقات التحفيظ. ٣/ عضوية نادي الأخدود. ٤/ إمام وخطيب مسجد الحارة الوسطى. في عام ١٤٠٦ه انتقل إلى المعهد العلمي في جازان وكيلًا فمديرًا له في نفس العام. وفي بداية العام الدراسي ١٤١٢ه أعير من جامعة الإمام إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكُلف رئيسًا لفرعها في منطقة جازان. وبعد إحالته إلى التقاعد في نفس العام تعاقد معه فرع الهيئة كرئيس لها، ثم مستشارًا فيها إلى عام ١٤٢١ه. وفي عام ١٤١٤ه عُين عضوا في مجلس منطقة جازان في دورته الأولى. كما شارك في عضوية عدد من المجالس في منطقة جازان منها: ١/ عضو مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم. ٢/ عضو المجلس الإداري بأمارة منطقة جازان. ٣/عضو مجلس الأوقاف الفرعي بمنطقة جازان. له مشاركات اجتماعية واسعة جدًا منها: ١/ خطيب لصلاة العيد في الظبية. ٢/ إمام وخطيب جامع السوق بالظبية. ٣/ ناظر أوقاف والده القاضي حسن بن محمد أبو شريفة في الظبية. ٤/ تأسيس النادي الاجتماعي بالظبية عام ١٤٠٦ه ورئيسًا له. ٥/ تأسيس لجنة التنمية المحلية بالظبية عام ١٤١٢ه ورئيسًا لها. اتصف -رحمه الله- بصفات حسنة أبرزها (الجود والكرم والحلم والحكمة والأناة)، ولها شواهد كثيرة في حياته يعرفها من عاشره ولا يزال أثرها على أبنائه. توفي رحمه الله تعالى يوم الأحد الموافق الثاني من شعبان عام ١٤٢٩ه، وصلي عليه في جامع أبي شيبة في الظبية، وحضر جنازته جموع من المصلين من أبناء المنطقة. فرحمه الله رحمة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. وقد رثاه الدكتور زاهر بن عواض الألمعي بالقصيدة التالية: كادت وفاتك بالعزيمة تعْصف وتهزُّ أوتار القلوب فترجفُ ويمور في (المخلاف) صوتُ معاشرٍ آهاتُهم مكلومةُ تتلهفٌ وتسح من ألم الفراق مدامعٌ دعْها فجرحك في المآقي ينْزفُ ودَّعتَ أهلك والصِّحاب فكلُّهم قلْبٌ يئن وعبْرةُ تتكفْكفُ حملوك في كفن السماحة والنُّهى وعيونهم من خلف نعْشك تذرفُ لولا احتساب الصبر فيك تعاظمتْ أحزانُهم ترنْو إليك وتأسفُ لكنَّ في الإيمان جبر خواطرٍ كسرتْ فعادتْ بالرضا تتزلَّفُ يا راحلاً عنَّا وقد شرفُتْ بكم في (الظبية الفرعاء) دارٌ تعرفُ كانت بكم أنسَ الحياة ومجدها تزهو بكم تلك الديارُ وتلْطفُ وسماحة الخُلُق الرفيع سجيةٌ لا ترْعوي عنكم ولا تتخلَّفُ وحملتَ بالذِّكر الجميل مشاعلاً فكتابُ علمٍ في يديك ومصحفُ قد كنتَ في (المخلاف) نجماً ساطعاً تصغي لزائرك المحب وتألفُ لولا رجالٌ من بنيك وإخوةٌ يعلو بهم رأسُ الصديق ويشْرُفُ ما كان لي من بعد فقدك نشْوةٌ تحْدو بأطيافي الطِّماح وتهتفُ لكنْ عزائي في معاشرك الأُلي قد مجَّدوك وفي المحافل أنْصفوا فعليك مغدقةُ السحائب رحمةً أعلامها بالبشْريات ترفرفُ