علاقة سامية بين شخصين يمكن تفسيرها فقط بما ورد في القرآن الكريم {صَدِیقٍ حَمِیمࣲ} رفيق في مودته، لا يبيع في مشاعره ولا يشتري ولا يساوم، قلب أحب فأخلص، ونفس تاقت إلى فيّاض الوفاء فاعشوشبت وُدّا .. تتعثر فيُقيل عثرتك، تمرض فيتألم، تستبشر فتبحث عنه ليسعد لك أكثر من سعادته لنفسه، قلبه مدينة بيضاء لا تعرف إلا النقاء والعطاء بلا حدود، روحه مشبعة بالسماحة والحلم والصبر، لا يخذلك أبدا حين انكسارك، ولا يعرف الشماتة ولو كان في قلبه ألف ندبة من طعناتك اللامسؤولة.. قلوب هؤلاء لا تعرف طريقا للعتاب ولا المحاسبة، ولا التذمر، مساحاتها نقاء ونبضها دعاء .. حين تُجدب روحك يأتي هطولهم بلسما شافيا يلملم سقمك، تمتد كلماتهم كأغصان ورد، ترشق ذبول نفسك بأعذب ما يكون من ندى، فتشرق وتزهر وتبدو أجمل .. تغيب عنهم وتأخذك الحياة إلى دهاليز نسيانهم مجبرا فلا تلبث إلا وهم يطرقون سمعك بالسؤال؛ أين أنت؟ ويسكبون في أذنك ألطف عبارة؛ اشتقنا لك فيذوب قلبك حبا لهم، وتتسارع أنفاسك حنينا لا يهدأ حتى تلقاهم.. الصديق الحقيقي لا يعترف إطلاقا بمفردات العتاب ولا الغدر ولا البذاءة ولا الخيانة ، فلا قاموس لديه لمثل هذا، قاموسه ناصع البياض، تبرق على صفحاته مفردات استثنائية طبعها بثقة، وبذلها لتوأم روحه ومستودع أسراره.. الصديق هو النعمة الربانية، التي لا يمكن صنعها مهما بذلت من قوة، فالصداقة لا تأتي بالتصنع ولا بالتمثيل ! أن تكسب صديقا للعمر فأنت محظوظ جدا، تمسك به واجعله كنزك الثمين، ولا تكن من أولئك الذين يستبدلون أصدقائهم كما يستبدلون ملابسهم !فالصديق الوفي عملة نادرة لا تتكرر . بقلم: جواهر محمد الخثلان