المصافحة تعبير تلقائي نعبر به عن الفرح والبهجة برؤية احبتنا وهي عنوان للألفة والمحبة والسلام لمن ينشد هذه القيّم ويحيا بها، هي بمثابة راية بيضاء نشهرها لمن نحبهم تأكيدا لصدق مشاعرنا نحوهم ولمن لا نعرفهم اعلان الوفاق والسلام وتقديم فروض الصداقة والإخلاص. المصافحة تعبير حركي لطيف تنقل الأكف من خلاله رسائل الحب حين تعجز الشفاه عن التعبير وقد اتفقت اغلب شعوب الأرض على آليته في إجماع غريب اذ قد تختلف عادات السلام من شعب الى آخر هناك من يتلامس بالانف وهناك بالكتف وآخرين بالانحناء وغيرهم بالعناق والاحتضان. أما في المصافحة فهناك شبه اجماع عليه وان لمسنا اختلاف في كيفيته فأحدهم يعبر عن فرحه باللقاء في مصافحة عنيفة قد تتداخل اصابع المحتفى به في بعضها من قوة ضغط المصافح وآخر بالكاد يلامس اصابع الآخرين في برود قاتل يشعرك وكأنه يمنّ عليك إن صافحك، وآخر يمسك بيدك فلا يكاد يفكها حتى تتعرق كفيكما وهو منطلق في تكرار عبارات السلام والاحتفاء والاسئلة المتلاحقة والمتكررة ، ترى لو نُفذت دراسة مفادها (( قل لي كيف تصافح اقل لك من انت)) أي الشخصيات سنكون !؟؟ لا مبالي ! متعجل ! لطيف ! فظ ! ؟ المصافحة قبل ان تبدأها الأيدي تمهد لها القلوب والملامح هناك من تصافحنا قلوبهم حين ترقص فرحا لرؤيتنا وأعين يبهجك بريقها سعادة حين تراك وهناك ملامح تنكمش أما خوفا او امتعاضا لرؤيتك وغيرهم ممن لديه فوبيا المرض والوسوسة من ملامسة الآخرين. تشابك الأيدي في المصافحة لقاء نودع فيه مشاعر تفيض من القلب للاحبة فلا اجمل من ان تصافح يدك وتحتضن ((في غير لقاء )) كفي والديك حين تجعل من يمينك متكأ لعبورهما طريق ما او نهوضهما من مجلسيهما هنا فقط تتدفق كل مشاعر الحب والرحمة حتى تكاد تتفجر حديثا أخاذا من اطراف اناملك لا زيف فيه ولا كذب. صافحوا احبتكم احتضنوا ايديهم بكل ما لديكم من شعور جميل وإن لم تستطيعوا ف بقلوبكم فما احوجنا جميعا إلى مشاعر الحب الصادق النقي .