علياءالناظري - الاحساء يواصل برنامج الرعاية والتأهيل (بناء) لليوم الثالث على التوالي تقديم التأهيل النفسي والاجتماعي والدورات التطويرية لمستفيدي الدفعة الثامنة من البرنامج، حيث انطلقت دورتي (التعصب والقضايا الامنية بالإضافة إلى دورة مهارات الحوار العائلي) التي تشكل أهمية بالغة بالنسبة للمستفيدين من البرنامج. وناقش الأخصائي النفسي الأول الحاصل على ماجستير علم النفس الإكلينيكي وعضو القسم النفسي في برنامج الرعاية والتأهيل (بناء) حسين آل ناصر خلال هذه الدورة مجموعة من المحاور الأساسية من بينها مكونات التعصب ومراحل التعصب وصور التعصب ونظريات التعصب والتسامح والأمن المجتمعي. وتحدث آل ناصر عن مفاهيم التعصب قائلا بأن التعصب لا يقوم على أساس واقعي وإنه موجود لدى الكثير من الناس لكن نوع السلوك هو الذي يضبط هذا التعصب. وقارن آل ناصر بين التعصب والتمييز مؤكدا على الانتباه إلى مرحلة الطفولة التي قد تسهم في بناء التعصب لدى الأطفال بشكل تلقائي وغير مقصود، مشيرا إلى أن التعصب قد يتعلمه الطفل من الآخرين وربما قد يتم إكتسابة ممن قد نثق فيهم من الأقران وكذلك من الإعلام السلبي، وأوضح آل ناصر بأن صور التعصب منتشرة وشائعة ولكن مع التطور بدأت تنحسر من بينها التعصب السياسي والفكري والطبقي والديني والرياضي والاجتماعي. وتفاعل مستفيدي برنامج (بناء) مع الأنشطة التطبيقية المختلفة سواء من خلال تقديم أمثلة وقعية ونماذج اجتماعية للتعصب وأسبابه في المجتمع بسبب قلة الوعي والتنشئة التربوية والجهل والانتماءات المختلفة. وأشار آل ناصر إلى أهمية التثقيف والتعليم والانفتاح على الآخر ومحاولة التفهم والتقبل وأهمية التسامح وتحويل الأفكار السلبية إلى أفكار اجابية، مؤكدا على أهمية التعاون المشترك والتسامح للقضاء على التعصب، والابتعاد عن العداء الانعزالي، مشيرا إلى أن دراسات تؤكد على أن التسامح يزداد مع تقدم في العمر. هذا وقد حرصت إدارة برنامج الرعاية والتأهيل (بناء)على إطلاق دورات يومية للمستفيدين بمعدل دورتين يوميا إلى جانب جلسات فردية ارشادية في المجال النفسي والمجال الاجتماعي. وقد انطلقت بعد دورة التعصب دورة بناء العلاقات الاجتماعية والحوار الأسري حيث تناول الأخصائي الاجتماعي عضو القسم الاجتماعي في البرنامج شاكر أبوحيزه الذي قدم خلال الدورة مجموعة من المحاور تناول فيها مهارات الاستماع وأهداف الحوار الأسري ومخاطر انعدام الحوار على الأسرة وعلى المجتمع معددا ثمرات الحوار العائلي والعلاقات الاجتماعية التي أهمها تحقيق الأمن المجتمعي. وقد حظيت الدورتين بمشاركة كبيرة من المستفيدين في البرنامج.