عندما تسمع بكلمة ” التطوع “وتقرأ عن اليوم العالمي للتطوع تتساءل ماهو التطوع؟ وكيف بدأ؟ ولماذا يتسابق الناس إليه ؟!.. التطوع يا سادة عمل فردي أو جماعي يستفيد منه المجتمع ويقوم به الشخص بمطلق حريته دون مقابل ، فهو عمل انساني يقدم الخير والمساعدة لأفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة بما يسهم في سعادة الآخرين ورفع معاناتهم ورسم البسمة عل شفاههم والرضا في قلوبهم . لقد بدأ التطوع منذ القدم فورد في القرآن الكريم ما يفيد ذلك فمن الشواهد عندما سقى نبي الله موسى عليه السلام للفتاتين عند البئر وتولى إلى الظل رغم أنه جاء من سفر ومتعب لكنه تطوع وقدم عمل إنساني وسقى لهما لحاجتهما لذلك قال تعالى:(( فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) فالتطوع مبني على فعل الخير والتعاون بين الناس بما يحقق مصالحهم قال تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ )) وقوله عزوجل:(( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ )) فصاحبه يؤجر على عمله التطوعي ولو كان يسيراً. كل هذه المعاني تؤصل لمعني التطوع ولنا في سيرة رسولنا الكريم نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والمثال الواضح لمعنى التطوع بمفهومه الواسع فقد كانت حياته كلها تطوع وترشدنا في ذلك سنته العطرة فقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين”. هذا دليل واضح على أن عمل التطوع إذا أخلص فيه العبد لله تعالى كان سبباً لدخوله الجنة وفي قصة المرأة التي وجدت كلب يلهث فسقته فدخلت الجنة.. “أجور عظيمة في أعمال بسيطة ” قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ” فأنت بعملك التطوعي أفضل من المجاهد وأفضل من قائم الليل صائم النهار..فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس كما أرشدنا لذلك نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ. وفي عهدنا الزاهر لمملكتنا الحبيبة بدأ العمل التطوعي منذ عهد جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله حيث صدر مرسوم ملكي بتاريخ ٢ / ٣ / ١٣٥٤ه بانشاء أول جمعية خيرية رسمية وهي جمعية الإسعاف الخيرية التي أصبحت الآن جمعية الهلال الأحمر السعودي للتوالى بعد ذلك الموافقة الكريمة على إنشاء جمعيات البر الخيرية في كل المناطق تعنى بمساعدة الفقراء والأيتام وجمعيات تحفيظ القران وبرامج المساعدة على الزواج وجمعيات أخرى تعنى بنواحي مختلفة في الحياة العامة وتتواصل برامج التشجيع على التطوع وفتح الابواب له من خلال رؤية المملكة ٢٠٣٠ ليصبح التطوع هدف إستراتيجي في الرؤية حتى الوصول إلى مليون متطوع وهذا يعطي دافع لكل واحد منّا للدخول في مجال التطوع ويستشعر ذلك كواجب ديني ووطني ذا اثر نافع في المجتمع. يقول مصطفى خرد :”وكن رجلًا إن أتو بعدك يقولون مرّ وهذا الأثر” ويقول بدر اليماني : “نصيحة للمتطوعين، نواياكم رائعة، لاتنسوا بيوتكم، لا تملأوا الدنيا نور وتتركوا بيوتكم ” فكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول وأخيرًا : كن متطوعًا ، كن لبنة صالحة، اجعل حياتك غرس لليوم الأخير تجني ثمارها بالحياة الآخرة.