غالبًا ما تلتقي إشخاص تُقيم معهم علاقة تجهضها المواقف لاحقًا ؛ بفضل الظنون ، وقوانين التسرع وكوابيس التخمين ، ونظريات الأقنعة. ينتهي بك المطاف محتارًا ضائق البال ، تُقيم واحدة تلوى أخرى ، وتسقط هذه وتلك ، بلا سابق إنذار. وتقعد على قارعة الطريق باحثًا عن روح تشاركك الطريق ، وتسأل مرارًا وتكرارًا ، ولا يجيبك سوى صدى ظنونك ، وسوء معتقدك ، يردد على مسمعك متذمرًا. “يكفي سئمت الوقوف ، سئمت الانتظار ، أعتقني لوجه الله ، فك أسر تلك الظنون وبعث بها إلى الجحيم ، اسقط تلك الأقنعة من مخيلتك لترى العالم بوجه آخر …كل تلك مجرد خيالات ، خسارتك بفضلها أكبر من أرباحك”. ما أجمل الصديق الصدوق ، يَقْبَلُكَ بكل عيوبك ، يُق ي م اعوجاجك ، ويقيل عثراتك ، ويمنحك من الأمان مالا تخاف معه و لا تخشى عاقبة الأمور ، لا يمتلكك التبرير ، وواهي الأعذار ، تبسط همومك بين يديه ، ويريك جادة الطريق ، معاتبًا مرة ومرة ناصحا….، هدايا الرحمن في الدُنيا كثيرة من حولنا ، وأعظمها صديق ، على نهج الحق حث الخطى ، حمى ظهرك في غيابك ، ورعى حضورك بحفاوة تسبقها ابتسامة ، ما نال خاطرك منه إلا كل ما يسرك …… فقط ابطل تعويذة الظنون … لا شيء في الدنيا أحب لناظري من منظر الخلان والأصحاب وألذ موسيقى تسر مسامعي صوت البشير بعودة الأحباب (القروي)