بقلم | حسن بن مانع آل عمير حياة المنظمات واستمراريتها ونجاح نشاطاتها وقدرتها على المحافظة على المتميزين من موظفيها مرتبط بمجموعة من العوامل والقوانين المهمة والتي لا يمكن تجاهلها أو إغفالها وهي سمات تميز منظمة عن غيرها ، تلك العوامل التي جعلت من شركات عالمية تستمر وهي متألقة وبارزة ولها مئات السنين تقدم الخدمات للمجتمع العالمي. العامل الرئيسي الأول أو السمة الأولى هي تطبيق القائمين على المنظمة القيادة التحويلية وجعلها منهجاً يؤمن به الجميع وذلك لأن القيادة التحويلية يعمل فيها الجميع وفق قيم مشتركة ورسالة موحدة وبشفافية عالية وسرعة تغيير كبيرة تتواكب مع مستجدات العصر. السمة الثانية هي أن قيادة المنظمة تحرص على الاستماع للعملاء وأصحاب المصلحة منها وكذلك موظفي الصفوف الأمامية وتعرف من الجميع ما يفكرون فيه وما يريدونه وما هي تطلعاتهم المستقبلية حتى تعمل القيادة وفق احتياجات العملاء ورغباتهم وما يجعلهم سعداء. السمة الثالثة هي إدراك أن أي تطوير في المنتجات أو آليات العمل وتحسينها يعتمد وبشكل كبير على مقترحات جميع الموظفين وخصوصا العاملين في الصفوف الأمامية لأنهم هم من يقابل الجمهور ويمارس العمل ويعرف أكثر من الموظفين في القطاعات الأخرى. السمة الرابعة هي الاحتفال بتاريخ المنظمة ونجاحاتها وإبراز رموزها وما قدموه خلال تاريخهم مع المنظمة. السمة الخامسة هي تحدي البيروقراطية وتجاوز العقبات واستمرار العمل بشكل انسيابي رشيق يحقق السرعة والجودة. السمة السادسة هي تشجيع الجميع على المبادرات وتقديم المقترحات وأن لا يعمل الجميع وفق طريقة ردات الفعل تجاه الأحداث. السمة السابعة هي تطبيق نهجاً يجمع بين التقييد والحرية في متابعة ومراقبة أداء الموظفين والتأكد من إيجاد جو ممتع للعمل يسعد الموظفين والعملاء وكافة أصحاب المصلحة من تلك المنظمة. السمة الثامنة هي الالتزام التام بالمعايير وما تم الاتفاق عليه وما تجيده المنظمة وتستطيع أن تحقق من خلاله ميزة تنافسية يضمن لها النجاح واستدامة وجودها في المجتمع الذي بدأت فيه والمجتمعات التي وصلت لها. هذه مجموعة سمات رئيسية وأساسية تسهم في بناء منظمة مستقرة وقادرة على تحقيق أهدافها. أشعر بالفخر كلما شاهدت شركات سعودية عالمية الأداء والنتائج ومنتجاتها منتشرة على مستوى العالم. أعتقد أن قادة المنظمات يجب أن يجعلوا هدفهم الأول هو استمرار وبقاء المنظمة حية وناجحة وتبقى للأجيال القادمة.