بقلم | حسن بن مانع آل عمير المنظمات العملاقة التي حققت نجاحات كبيرة على مر الزمن لم يكن مال أصحاب الشركة عاملاً وحيدا لنجاح المنظمة بل هناك عوامل عديدة قادتها للنجاح والاستمرار والاستقرار والتوسع وجعلها مقرا آمناً لموظفيها ووجهة مرغوبة لدى عملائها. نسمع من وقت لآخر عن علامات تجارية يتجاوز عمرها المائة عام ونسأل أنفسنا لماذا استمرت هذه الشركة ولم تتلاشى مع الزمن وتنهار ككثير من العلامات التي ولدت ثم نشأت وتطورت وحققت نجاحات باهرة ثم ظهرت عليها علامات الشيخوخة وتدريجيا انهارت وأصبحت نسيا منسيا. الشركات العملاقة لديها نظم خبرة ولديها برامج توثق فيها معارفها وتجاربها ونجاحاتها وإخفاقاتها وتعرض كل ما لديها من معارف صريحة وضمنية لمنسوبيها حتى يستفيدوا ويتعلموا منها وبعد ذلك يبدأون في استثمار خبراتهم السابقة ومعارفهم في تطوير منتجات الشركة والإضافة عليها واقتراح منتجات جديدة تضمن استدامة تلك الشركة وتجعلها تظهر دائما بصورة شابة حسناء لم تعاني من الشيب أو التجاعيد ومازالت في كامل أناقتها ومظهرها الجذاب. من أهم العوامل التي تضمن نجاح واستقرارالمنظمات والهيئات والقطاعات المختلفة وجود رسالة واضحة تبرز لجميع أصحاب المصلحة من إدارة عليا وموظفين ومساهمين وأفراد مجتمع لماذا وجدت تلك المنظمة وماهي واجباتها تجاه الجميع وكيف يمكن أن تسهم في إعمار الأرض وتترك أثرا إيجابياً في الوسط الذي نشأت فيه. وجود رؤية للمنظمة ترسم لها مستقبلها وتخبرها بشكلها وحجمها ومكانتها يعد أمرا ضروريا لنجاح المنظمة فبدون الرؤية ستعاني المنظمة من التشتت والضياع وعدم استقرار الوجهة. المنظمات الناجحة لها قيم ومبادىء تسير عليها وتؤمن بها وتطبقها وتجعلها أساسا في كل عملياتها. التخطيط بكافة أنواعه والتنظيم والتوجيه والرقابة والتحفيز والتقييم المستمر أركان رئيسية تعتمد عليها المنظمات التي تريد أن تبقى وتهدف إلى التنمية والبناء. من يعتقد بأن المال وحيدا يمكن أن يقود منظمته للنجاح فهو واهم ويحتاج أن يعيد صياغة أفكاره وتغيير منهجيته في النظر إلى الأمور. احترم تلك المنظمات التي جعلت التعلم والتدرب وقودا يسهم في تطوير منسوبيها ويحفزهم لخدمة أنفسهم ومن حولهم وفق أعلى معايير جودة الأداء، أقدر تلك القطاعات التي جعلت التحسين المستمر لمنتجاتها وعملياتها دستورا تطبقه في كل مكان وزمان. تحية وتقدير لكل قائد آمن بمهمة منظمته وسخر جهده ووقته وطاقته للرقي بتلك المنظمة والحفاظ على مقدراتها ومكتسباتها وجعل هدفه الاستراتيجي أن تبقى تلك المنظمة حية مشعة ومؤثرة في الحياة ومنبعا الخدمة الإنسانية.