بقلم | عائشة القحطاني يقع الإنسان دائمًا بين ازدواجية الشعور ، شعور الماض بما يحمل من جمال دون النظرِ إلى تفاصيله ومشكلاته ، والشعور الآخر نحو تطلعاته المستقبلية وآماله ضمن مخاوفه ، تجده تارة يبدع ويتطور مُرحِبًا ، وتارة يترنح متشدقاً بجمال ذاك الماضي الغابر ، نحن نمر على هذه الحياة كالسحاب ، نُعطي ما لدينا ، أو نلقي بظِلالِنا على من تحتِنا، نسكُب على أرض غير ذي زرع لتُنبت لنا بعد حين ، أو نُظِل عاثِرا أنهكه الطريق ، وأرْداهُ الزمان جريح ، فكلما عَبرنا سأل سائل : ماذا لو بقينا في الماضي ، ماذا لو لم نتقدم خطوة ، ماذا لو عادت الحياة إلى سابق معطياتها بكامل صورتها ، وأدق تفاصيلها ، والسؤال الأهم في اعتقادي : ماذا أخذت من الماضي ؟! لو أجبت على هذا السؤال قد أجزم مسبقًا, أن أهم جواب لدى الجميع سيكون ” أخلاقُنا ” ،بما تعني هذه الكلمة من مدلولات ومعاني. ما يُتاح لنّا الأن هو ماكنّا نتطلّع لهُ سابقًا ، وندعو بعبارات رنانة له ، عازمين وجازمين أننا نُريد التطور والتجديد ، وتسهيل الأمور ، وما إن أصبنا نصفهُ أو بعض منه حتى رفعنا رأيه الاستسلام نُريد الماضي ، ونهلنا على حاضرنا بالشتائم ، وخلقنا الف عذرٍ لرجعة ، وإقامة حرب علنية معه … هل أدركت الأن مدى التناقض ؟؟! ونحن ندور في دائرة هذا التناقض ، مفتشين وباحثين عن ضي يلوح لنا في الآفق بحل ، إليك وبكل بساطة حل يسير وقناعة دائمة ، ومبدأ ثابت … “هي الحياة ُماضية ولن تقف عجلة الزمان، فحمل من ذلك الماضي كل طيب وخلق نبيل، وعش حاضرك بكل جديدة وأدق تفاصيله….لا غنى لنا عن ذكرياتنا ولا تنازل عن طموحاتنا. بقلم : عائشة القحطاني