بقلم | رغد ال هادي الحرية المنزوعة من الإنسان كالطير المقصوص الجناح عشق الطيران فلم يستطع فعاش عيشة النعامة ، والإنسان ان لم يكن حراً لا يستطيع أن يبدع ، بل إنه متى انتزعت الحرية التي وهبها الله لعبده تحول إلى كهف مظلم تسكنه الخفافيش وبما أن الإنسان صاحب عقل يفكر و يعقل ويختار ويشير ويدلي ويقول ويفعل فهو كائن حريته مطلقة لو لم يتم تنظيمها و ترتيبها مع ذلك نقول عليها حرية إنسانية تليق به كإنسان لا يشابهه أحد في ميزانه وصفاته عن المخلوقات كافة وبالتالي توجد لحرية الإنسان ثلاث ضوابط تضبطها الضابط الاول هو الدين فالدين بشرائعه و أحكامه أتى قامعاً لشهوة الإنسان محفزاً لخيريته مستهدفاً بذلك صلاحه وبالتالي استمرار مسيرة الإنسان الحضاري وتطورها . الضابط الثاني الدولة أو الإطار التنظيمي الذي نعيش ضمنه والذي بدورة يهتم ويرتب الأمور الإجتماعية الإقتصادية و السياسية وأمور أخرى لازمة و ضرورية لإبقائه ككيان و ضمانا بذلك ثقة الإنسان فيه بأن هناك كيان يوفر له الأمن والأمان و أسباب الحياة لاستمراره مع ضمان الحرية المعتقد و حرية الرأي والتفكير بما لا يخالف الحدود وأحكام الدين وضمان الحرية الإقتصادية أن يكون محركها المنافسة الحرة الشريفة أما الضابطان السابقان معروفان و الجميع يتفق عليهم وأما الضابط الأخير فهو طبع وثقافة وطريقة تفكير الإنسان الحضاري الذي يوزن الأمور جيداً ويفعل أشياءه بشكلها الأنيق والهادئ بعيداً عن ازعاج الآخرين وبما لا يضر بمصالح الإطار الضيق و الواسع الذي يعيش فيه أي أن سيطرة الإنسان على أهواءه وطمعه تفكيرا بأنها غير سليمه ومضره به و بمحيطه لا انقياد ولا اتباع خوفاً من عقاب أو عذاب هي محدد مهم وفعال يدل على أن عقل الإنسان يعمل في الغاية التي خلق من أجلها .