بقلم | منيرة الخميري عرفت المجتمعات الإنسانية العمل التطوعي بوقت مبكر ، وتجلت الأسس في ديننا الحنيف والتطوع مصطلح شرعي تنزّل به الوحي الإلهي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في موضعين من القرأن وكليهما في سورة البقرة (( ومن تَطَوعَ خيْراً فأن الله شَاكرٌ عليم )) وقوله تعالى (( فَمَن تَطَوَّع خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ )). مصطلح التطوع له عمق في تاريخ امتنا الإسلامية وليس وليد حاجة طارئة أو ظرف مؤقت حيث يلزم العناية به في ضوء المتغيرات السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية للأمة الإسلامية، ولم تغفل خطة مستقبل السعودية وأحد اهم تطويرها رؤية 2030 جانب العمل التطوعي إذ تطمح من خلال رؤيتها إلى تطوير هذا المجال ومأسسة هذا القطاع وإشراك كافة افرد المجتمع بالعمل التطوعي والمساهمة المجتمعية، وللإعلام دور في العمل التطوعي ليؤخذ بشكل أكثر جدية وتوعية الجماهير بدوره في حل المشكلات المجتمعية، ولكن قصور البرامج الإعلامية سواء في التوعية بأهمية العمل التطوعي وتحفيز المتطوع أو التعريف بالأنشطة التطوعية، أصبح أحد العقبات! وهنا لأبد من الموازنة . حديثي عن الإنسانية والتلذذ بالعطاء هي سيدة التطوع بل التنمية أحلامها لا ترتبط فقط بشخصها بل تجاوزت سياج الذات إلى سياج مُكْسّر ومهتري يغص بحكايات الألم والإحتياج دخلت عالم الفقر والعوز تحاول ببعض الإمكانيات صناعة بعض تفاصيل الفرح رغم مرارة التفاصيل الأخرى والتي تقف عائق نحو حُلمها . وقفت على بعض جوانب من عملها مع فريق يعمل بصمت يحتسب الأجر فقط لم أرى فلاشات ترافقهم أو تغطيات صحفية تُظهر أعمالهم بل إنجاز تلو إنجار يضاف لرصيدهم الإنساني ” رسموا الرؤية ” ووضعوا الخطة ومضوا في طريق التطوع يحملون شموعهم لتُضئ أحلامهم المتعثرة ليشرق يومهم الجديد بأمل جديد . يأنسون بتفاصيل عملهم المختبئ خلف أرض التطوع المُزهرة في خبايا الإنسانية، بالأمس رأيتها تشرح بحماس لبعض الزوار في المؤتمر العالمي للتطوع 2018 والذي أُقيم في مدينة الإنسانية عنيزة عن مدينتها الإنسانية الخاصة بها تنقل حُلْمها على قوارب الشراكات المجتمعية لعله ينتقل لعالم الواقع، قطعة من الأرض مساحتها مايقارب 400 متر أُطلق عليها ” صالة الأستثمار التنموي ” حيث أن فكرتها هو تحويل الأسرة المحتاجة من أسرة مستهلكة إلى أسرة منتجة. لتساهم في دفع إنجاز مبادرات رؤية الممكلة بإبتكار حزم ونماذج إستثمارية ذات أثر اجتماعي لتنفذ من خلال كيان غير ربحي، لتترك أثر في المجتمع تستكشف المهارات وتعززها وتنقلها بين الفتيات لتحقيق الفائدة ، وقعت العديد من مذكرات التعاون للشراكة المجتمعية بهدا العمل التطوعي التنموي تساهم بتحقق تطلعات رؤية 2030 . صاحبة هذا المشروع الذي نأمل أن نراه قريباً على أرض الواقع بدعم من القطاع الحكومي والخاص هي السيدة العنود المطيري قائدة فريق سمو التطوعي الفريق الذي يزخر بالقيادات الشابة يدعمون قائدتهم ليحققوا أحلامهم التطوعية سويا ويرسمون التطوع لوحة إنسانية بألوان الحياة لأُسر فقدت هذه الألوان .