بقلم | حنان آل شويه الكثير منا يتساهل وربما يحتقر ويهمّش معلم الناس الخير لايخفى على أحد منا فضل ومكانة “المعلم” لكني أرى أنه في الآونة الأخيره أصبحت صورته مُمزّقه في نظر محدودي العقول، لابد أن يكون المجتمع على مستوى عالي من الإدراك والوعي أنه لايمكن لعالم أو حتى لرواد الفضاء أن يصل لدرجة من العلم من غير المرور بمراحل دراسية من تحت يد ذلك المعلم الذي بذل قُصار جهده حتى يُخرّج أجيال ترتقي بهم الأمم ، التعليم مهنة أساسيّة في كلّ الحضارات وعلى إختلافها، يكفينا تشريف الله لمثل هذه المهنه بأن أرسل الله الأنبياء ليعلّموا الناس، وجعل العلماء ورثةً لهم فهم صُنّاع العقول، وعلى عاتقهم تقع المسؤوليّات الجِسام. ويكفينا التشريف العظيم لمكانة ذلك المعلم حين ذُكِرَ لرَسولِ الله ﷺرجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِﷺ؛( فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺإنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهل السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ) لاأعتقد أن هناك قول يبين عظمة ومكانة معلم الناس الخير بعد قوله هذا ﷺ . حدث بالأمس مايُدمي له العين ويحزن له القلب في فُقدان أحد مُعلّمي الناس الخير ممن شهد له زملاءه وطلابه بالخير وحُسن خلقه ومروءته وأثره الطيب طيل سنوات خدمته، كان بيننا معلم يعلم الناس الخير في أحد القرى التابعه لمدينة أبها وما أن تناول وجبة إفطاره على عُجالةٍ من أمره لضيق الوقت وذهب مسرعاً لآداء أمانته وواجبٍ كان على عاتقه، لكنها وافته المنيّه قبل إنتهاء ذلك الدرس والفضيله التي كان يبثّها ويزرعها في نفوس طلابه بعد مرور 20عاماً له في السلك التعليمي يُعلّم الناس الفضيله ويغرس مكارم الأخلاق بين المجتمعات، وعلى أثره خرّج أجيال ، رحم الله روحاً لقت ربها في موقف مُشرف، ذلك المعلم وغيره آلاف المعلمين ممن قطعوا آلاف الكيلو مترات والبعض قد تغرب عن أسرته وأهل بيته وهم بأشد الحاجة له، في سبيل توفير لقمة العيش والعيش بكرامة ورد القليل من جميل هذا الوطن الذي مهما فعل الشخص وبذل قصار جهده وافنى عمره لن يستطيع الإيفاء بحقه . اتمنى وآمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يعي المجتمع بمكانة المعلم والإبتعاد عن الإنتقاص والمُحبطات والإنتقاد الذي في غير محلّه ، المعلم لم يصل لهذي المرحله إلا وهو أهلاً لها وماوضُع إلا في المكان المناسب لقدره ومكانته من أفنى شبابه وعمره بتعليم المجتمعات وغرس فيها مكارم الأخلاق والحث على قال الله وقال رسوله ﷺ لايستحق منا إلا أن نقف له إحتراماً وتقديراً وإجلالاً .. شكراً بحجم السماء لكل معلم يقف ساعات يومه ويتحدث ويُعطي ويؤدي أمانته على أكمل وجه وإلى أن يجف ريقه وأعلم أن شكري هذا لن يفيه حقه .. علينا واجبات ك مجتمع تجاه ذلك المعلم يجب أن لانتغافل عنها وأن نضعها في قائمة الحُسبان من إحترام وتقدير وإجلال لكل من حمل هذه الأمانه وأدّى الرساله وقاد أجيال، ويجب أن يكون المعلم في أولى المراتب في المجتمع من غير تحقير لغيره من المهن ولكن لأنه عندما نرتقى بالمعلم فهذا يعنى الإرتقاء بالعلم والمجتمع والأجيال واذا ارتقت النفوس ارتقت المجتمعات، وإذا ارتقت العقول بأفكارها طابت الألسن بكلماتها ، ولايسعني إلا إن أقول كما قال أبو الطيب المتنبي فيه بيته الشهير (وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مُرادها الأجسام) .