أعطى وتفانى.. قدم وبذل.. أفنى عمره وضحى بوقته وقوته ليبني جيلا واعيا يخدم دينه ووطنه وأمته.. سالكا سبيل معلم البشرية وهادي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم.. مفتاحا لآفاق المعرفة والعلوم النافعة سراجا ينير بعلمه سراديب الجهل ويبدد ظلامه وينشر العلم.. ويوقظ الهمم.. وينهض بالأمم.. جدولا رقراقا فاض عذبا سلسبيلا.. أو كشجرة وارفة.. أظلتنا أفياؤها.. وطعمنا أطايب ثمرها. مثله كمثل الجندي.. ذاك يحمي وطنه بروحه وسلاحه.. وهذا يحمي ويحصن العقول بعلمه ويراعه. غرس في كل بيت غرسا.. سقاه بيديه ورعاه بجهده.. حتى نما وأزهر وأثمر.. خرج أجيالا تنفع الأمة.. منهم العالم، والطبيب، والمهندس، والمخترع..و..و.. فاستحق بفعله من الثواب أجزله.. ومن الأثر أجمله.. ومن المكارم أجلها.. ومن المنازل أرفعها. وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير». كتب في فضله الأدباء.. وتغنى به الشعراء يقول أحمد شوقي.. قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا قدوة في أخلاقه وعلمه تعجز العبارات وتتبعثر الكلمات عن الوفاء بحقه شكرا وتقديرا واحتراما. فشكرا وافرا.. وثناء ودعاء عاطرا.. يا صاحب الفضل على ما قدمت من عمل جليل.. وعطاء جميل.. حملت أشرف رسالة.. وأعظم أمانة.. وسرت في مقدمة الركب لتقود الأجيال لمستقبل واعد مشرق. معلمنا كم يكفيك فخرا.. فبين الناس فضلك قد تناهى.. فأنت لنا كنور شمس.. بعلمك كنت للدنيا سناها.