بقلم | عواطف الغامدي . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن ، من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهم من التهليل والتكبير والتحميد ” أكثر ما ينبغي أن تحرص عليه في هذه الأيام التي تعتبر أفضل أيام السنة لانها تجتمع فيها أعظم العبادات الصلاة والصيام والصدقة. والحج هو ذكر الله عز وجل و أن تمارس العيش بذكره وتنظر للحياة عبر ذكره وتشعر بوجود الله عبر تجلي ذكره في مواقف حياتك. وتتذوق حلاوة الذكر الفعلية بأنك تخاطب الله بهذا الفعل وتتحسس به كرمه ولطفه وتزداد به أجرًا وتواري به نقصا. وقد دّل على عظمة وفضل الذكر أدلة كثيرة في الكتاب والسنة منها : ١- قول الله عز وجل:(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )( سورة البقرة : الآية : 152). في كل مرة تشعر بالوحدة و تذكر احبابك لكن لا أحد منهم قريب منك ويذكرك، تأكد أن الله العظيم موجود وقريب بمجرد أن تذكره سيذكرك ويغفر لك ويرضى عنك، لإن الله يذكر من ذكره، ويزيد من شكره. ٢-قال تعالى : (وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ)(سورة الجمعة : الآية : 10) عندما تريد أن تكسب النجاح والفلاح أذكر الله بعدها ستفتح لك الأبواب المغلقة و ستصبح طريق الفوز أكثر مرونة و وضوح لان الذكر يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق ويرزقك الله به النصرَ والظفر في الأمر. ٣- (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (سورة الأحزاب : الآية : 35 ) أن دور الجنة تبني بالذكر، وذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة وهو سبب في حط الخطايا وذهابها و نيل الأجر والمغفرة والنجاة من عذاب الله تعالى. ٤- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد]. ذكر الله فعل بسيط لكنه عظيم الشأن عندالله تعالى يعادل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل. ٥- قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ). عندما تضيق بك نفسك، ويضيق بك بيتك وتذكر الله فإن الله يحيطك برعياته ويصلح كسر قلبك ويبعث في نفسك راحة لا توازيها راحة بسببها همك الكبير سيختفي لان الذكر يزيل الهم الغم الوحشة ويورث حياة لقلب وقوة للروح. والعكس في قوله تعالى ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ (سورة طه : الآية : ١٢٤). ٦- وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة } الذكر يقربك من الله و ذكرته في الرخاء ذكرك في الشدة وأن الله يعطي الذاكر أفضل ما يعطي السائل ويباهي بالذاكرين عند ملائكته وقيل أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب. ٧- وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }. الذكر حياة والموت هو عدم ذكر الله وعدم ايماننا بأن الذكر قادر على احياء كل الأمور الجميلة فينا قادر أن يحيي أمنياتنا وأحلامنا ، أن يحيي الفاعلية في داخلنا وهو القادر على بث الحياة داخلنا بعد ما أماتها ضعف الايمان، قال الأوزاعي – رحمه الله في ذلك : ليس ساعةٌ من ساعات الدنيا إلا وهي معروضةٌ على العبد يوم القيامة يومًا فيومًا وساعةً فساعة فلا تمر به ساعةٌ لم يذكر الله تعالى فيها إلا تَقطّعت نفسُه عليها حسرات، فكيف إذا مَرّت به ساعةٌ مع ساعة، ويومٌ مع يوم، وليلةٌ مع ليلة! وأخيرًا نختم بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين قال أخذَ بيدي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فَقالَ : إنِّي لأحبُّكَ يا مُعاذُ ، فقُلتُ: وأَنا أحبُّكَ يا رسولَ اللَّهِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: فلا تَدَعْ أن تقولَ في كُلِّ صلاةٍ: ربِّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ. صححه الألباني