بقلم | سميحة أحمد يماني كلمة لا تتعدى ثلاثة أحرف إلا أنها تشمل كل معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية. هي أسمى كلمات الوجود (أمي) هي حجر الأساس في بناء العائلة وهي المؤثر الأول والمباشر في حياة الإنسان منذ الصغر. هي العطاء، فكل العطاء ينبع من داخلها دون تردد. هي كلمةٌ لها سرٌّ عظيم حيث ارتبط دخول الجنة ببرِّها، وكرَّمها الإسلام وجعل لها مكانتها الخاصة. (أمي) هدية الله الكٌبرى لنا رزقنا بها لنحافظ عليها، لنبرَّها.. كيف لا وهي طريقنا المختصر إلى الجنة فعن معاوية بن جماعة أنه جاء النبي صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها رواه النسائي. (أمي) لن يضاهيها أحد، ولو أجمع العالم على بذل مشاعرها وتضحياتها ليعوضنا عن فقدانها فلن يعوضنا أحد. هي بداية النجاح وبداية الفشل أيضاً. فحتى الابن العاق مهما ابتعد عن والدته وأساء معاملتها وقصّر في حقوقها عليه فسيأتي يوم يبحث عن ذلك الحضن الدافئ الذي يرتمي فيه ويشعر بأمان عجيب لا يوصف ولا يضاهيه إحساس، فوجب عليه إذن أن لا يؤذيها أو يظلمها بظُلمه لنفسه قال الله تعالى: (فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).. وإن كانت ألأم لا تحسن التربية فهل نقسوا عليها!! قال سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) ثم من يمكنه أن يحكم على تربية ألأم لأبنائها إن كانت جيدة أم لا؟؟ هل يوجد مقاييس تؤهل ألأم للمثالية؟!! في اعتقادي هذه مسألةٌ نسبية فكل أم تربي أبنائها وترعاهم من وجهة نظر تخصها اعتمدت فيها على تغذيتها الراجعة من البيئة التي تربت فيها وإمكانياتها، فلا يوجد صفات محددة إن قامت بها وصلت لدرجة المثالية.. ولكني أرى أن ألأم المثالية هي التي يعكس أبنائُها الانطباع الحسَن عند الأخرين حيث يمتلكون الرُقي في التعامل وحسن الخُلق والوجه البشوش الطلِق، فهؤلاء من يقول عنهم الناس: لقد أحسنت أٌمهم تربيتهم (عِرفت تربي). يكفينا تأملاً أن ننظر لعائلةٍ بلا أم لنرى حالهم وكيف كان قبل رحيلها، فقد كانت كالمِظلَّة التي يجتمع تحتها أبنائها لتُظلَّهم من أشعة الشمس الحارقة أو تقيهم هطول الأمطار الغزيرة وهنا أقول لكل أم حافظي على صحتك، وخصصي لنفسك وقتاً تهتمين فيه بنفسك ورعايتها على الوجه الأكمل، وتمسكي به، ومارسي التمارين الرياضية التي تناسبُك فكل ذلك من شأنه أن يُعينك على البقاء قوية متماسكة حتى في أصعب الأمور وأعتاها.