هي الوحيدة التي لا أناديها باسمها، وهي المدرسة التي أتعلم منها مدى الحياة، وهي البحر الذي أغرف منه، وهي القمر الذي أستمد منه الضوء، وهي الشمس الذي أستمد منه الدفء، وهي مصدر الحنان، وهي منبع الأمان، وهي كالبلسم لجروحي، وهي كالماء في حياتي.. إنها (أمي). هي أساس الحب، وهي المشاعر المتدفقة، وهي الجوهرة المكنونة، وهي كالنخلة في رمزها للعطاء والوفاء، وهي المعبر إلى الجنة؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الجنة تحت أقدام الأمهات». وقد أمر الله سبحانه وتعالى ببرها والنفقة عليها ورعايتها عند الكبر، وحرّم عقوقها، ويكفي الأم فخرا وصية رسول الله بها؛ فهي التي تحملت آلام الحمل والولادة والرضاعة والتربية والسهر عند المرض. والأم المثالية هي من تسهم في تعليم أولادها وتنشئتهم على الحب والخير والصلاح، وهي التي تربي الأجيال والأبطال، وهي التي تساعد في تنمية المجتمع وتعمل على رقيه. والأم المثالية أيضا هي الناجحة في علاقتها مع زوجها، وأولادها، وفي حياتها، وفي تأدية واجبها الديني والدنيوي.الأم هي الحب الأول والحقيقي في حياة كل إنسان، وهي مجتمع بأكمله؛ فبمقدورها أن تغير الكثير والكثير؛ لأنها القاعدة الحقيقية في صناعة المستقبل. هي التي لا تنام لها عين ولا يهدأ لها بال إلا بوجودك، ومهما بلغت من الكبر ستظل في عينها صغيرا، وتخاف عليك، وتنتظر عودتك أينما كنت. تفتخر حينما تنجح، وتفرح حينما تبتسم، وتواسيك حينما تحزن، وتقف بجانبك حينما يخذلك الآخرون، وتمدك بالقوة حينما تضعف. هي عماد البيت وأساسه؛ فهي بمثابة القلب النابض، وروحه الحية، وورده الفواح، وعبقه الدائم.