بقلم | منى العيد إذا كنت تعيشُ في جدة ستعرف كيف تكون بحاراً رغم انك لم تبحر على ظهر قاربٍ قط ، ستعرف كيف يمكن للبحر ان يكون صديقاً للنخيل وللشوارع وللمصابيحِ التي تناثر فوقها ندى صباحات جدة وحسب . هنا يمكنك ان ترى الشمس تعقدُ قرانها على الليل وتحتفي بالنجوم وتترك ورائها آلاف العشاق يتغنون (عن سحرها الفتان والبحر والمينا دايم كدا جدي يقعد يحكينا يقول في جدة احنا تربينا ياما على الجدران كتبنا أسامينا ) ستحب كانونها البارد باعتدال يكاد يكون منفردا وتشم رائحة المطر حين يحين آذارها ، ستحب اغسطس ورطوبة زجاج المركبات والشبابيك وتشرينها المراوغ وهو يمارس معك لعبة الاختباء بين نسمة صيفٍ تارةً وقطرةً من غيمةٍ عابرة تارةً اخرى . هناك سحرٌ ما في سمائها الغامضه ، وليلها الأنيق ، تشعر دائما فيها بأن هناك موعدا للحب ينتظرك وعيداً للصدف يشعل لك قناديل من البهجه لا تعلم من أين تبدأ وأين تنتهي . مدينة تُلوح لك حين تغادرها ويعاودك الحنين دائما لتعود اليها وكأنك تعرفها للمرة الاولى . ستجرب كيف لانسانٍ ان يُغرم بمدينةٍ ك جدة ولن تنساها للأبد .