بقلم | سارة التويمي إننا نبالغ كثيرا في إظهار الإعجاب لمن نقدرهم ونعجب بعبقريتهم كالكتاب والفنانين والعلماء، فنسطر عبارات المدح و الثناء بشخصهم، ونتخيل مثالية كبيرة في حياتهم في حين لا نبدي أي اهتمام يذكر بالناس الذين نعرفهم، الناس العاديون الذين بنظرنا لم يقدموا للعالم عبقرية تشد كل أنظار الناس، ونحن عندما نعجب بأحدهم فإننا نتخطى كل عيوبه الواضحة و غير الواضحة، و نصنع دباجة في مدحه وثنائه، ونركز في جوانب حياته المشرقة التي تهمنا، وربما اضفنا عليها القليل من الملح؛ لأننا نعتقد حقا صحة ما نراه و نقدره حتى وإن حصلت مبالغة فهذا لا يهم . فحتى المؤرخون الكبار يقع بعضهم بمثل هذا الخطأ، فيكتبون عما شاؤوا التفاصيل التي تهمهم سواء بالمدح أو الذم وهذا حسب أهوائهم! وليست هذه دعوة للبحث عن تفاصيل الآخرين ونبشها بل هي دعوة للعدل والمناصفة. فهمها بلغ الإنسان من عبقرية وعظمة يظل بشرا وتحكمه عيوب وطقوس بعيده كل البعد عن المثالية المزعومة! فعلى سبيل المثال العالم “أينشتين” كان لا يستحم إلا مرة كل ثلاثة شهور، ويقول في ذلك: لا أحب أن أغير درجة الحرارة والملوحة في جسمي!حتى أن صديقة له كانت تحبه جدا قالت بأنها أجرت عملية في أنفها حتى لا تشم رائحته! وعبقرية “أينشتين” التي وصلت للعالم كانت تفتقد للرحمة، فقد كان في غاية القسوة،فقد ترك ابنه مريضا في مستشفى الأمراض العقلية حتى مات دون أن يراه رغم الرسائل الكثيرة التي كتبها ابنه المريض يطلب منه الزيارة! هو نجح حقا كعالم، وعلى قمة نجاحه النظرية النسبية، والتي وضحها في مثال بسيط، عندما تجلس إلى فتاة جميلة فالساعة تمر مثل الثانية، وعندما تجلس على سطح ملتهب فالثانية تمر مثل الساعة. لكنه لم ينجح كأب وكإنسان إنساني! وعبقري الموسيقى “بيتهوفن” كان في نيته أن يتزوج، ولكن النساء اللاتي عرفهن لم يطقن الحياة معه. ويكفي جدا أن يذهبن إلى بيته ليرين الحشرات تخرج من فراشه والزبالة والمخلفات في كل مكان، ثم إنه ليس عنده وقت لكي يستحم ولو مرة كل شهر! والحكمة تقول: لا تحكم على الشجرة من لحائها