استضافت مدينة باريس فن “القط العسيري” كضيف الشرف ضمن فعاليات اليوم العالمي للمرأة والذي شهد تعاون بين الجمعية الوطنية للتراث “نحن تراثنا” والمندوبية السعودية الدائمة لدى اليونسكو، وذلك لمدة ١٠ أيام. وأوضح مدير عام الجمعية الوطنية للتراث عبدالرحمن العيدان أن المعرض افتتح من قبل مدير المؤتمر العام لليونسكو، بحضور المندوب الدائم لدى المملكة الدكتور إبراهيم البلوي وفريق عمل المندوبية وعدد كبير من سفراء الدول ورؤساء المجموعات. وأضاف: “قدم مدير المجموعة العربية باليونسكو الفنانة جميلة ماطر التي عملت مباشر أمام الجمهور على لوحتين للقط العسيري، أحداهما بالألوان الطبيعية المستخرجة من جبال عسير ، والأخرى بالألوان الحديثة، كما شارك الجمهور في تلوين لوحة ثالثة تمثل هذا الفن”، مشيرا إلى تنوع زوار المعرض بين دبلوماسيين ومسؤولين وممثلي مندوبيات وطلبة مدارس وفنانين من مختلف أنحاء العالم وزوار اليونسكو والمجتمع الباريسي. من جهتها، أكدت الفنانة التشكيلية المشاركة في المعرض جميلة آلِ ماطر الاهتمام بفن القط ووصوله من المحلية إلى العالمية، بعد إدراجه في منظمه اليونسكو لهذا العام كفن تراثي غير مادي. وأبانت أن المعرض لقي إقبال كبير بسبب العرض الحركي والمميز الذي قدم في المعرض من خلال فن البروفورمنس ارت والذي يقوم على أساس تنفيذ الفن أمام الجمهور كعرض حي يجمع بين الفنان والمتلقي فيرى المتلقي كيف يعمل الفنان وكيف يستخدم خاماته أمامه استخدمت مواد طبيعية من بيئة عسير مثل الطين الأبيض (النورة) والمشقة الطين الأحمر الطين للأسود (الفحم ) والصمغ العربي تم العمل عليها ومعالجتها وتجهيزها في بيت جميل بجدة بمشاركة الفنانتين هلا يزيد ويسرى بالتعاون مع ارت جميل، في حين أن العمل الآخر أو الجدارية الأخرى تحكي التاريخ اللوني لمنطقة عسير والدرج اللوني من الخامات الطبيعة إلى الألوان الكيميائية مثل اللون البرتقالي والأصفر والأزرق وأضافت أن دورها يقوم على إدارة العملية الإخراجية التي تصاحب التداخل بين الجمهور واللمسات اللونية وتأثيرة على الصورة النهائية للعمل، بالإضافة إلى مشاركتها بلوحة تفاعلية يشارك بها الجميع. وعبرت ماطر عن سعادتها بشعورها أنها سفيرة عن هذا الفن، وعن وطنها إلى العالم، لاسيما وأن تقديم الفنانين والفنانات جرى من قبل مديرة اليونسكو، مبدية في الوقت ذاته شعورها بالفخر والاعتزاز بهذا الفن الذي حقق انتشارا عالميا وبدا يظهر في المحافل الدولية كنموذج يعبر عن فن سعودي أصيل ومتفرد بالشكل الجمالي والبصمة الخاصة لأهالي منطقة عسير. يذكر أن فن “القط العسيري” هو أحد الفنون التقليدية التي تمارسها النساء في منطقه عسير، وقد أدرج في ديسمبر من عام ٢٠١٧ في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.