بقلم | بطي علي بن دمخان ساقتُة الاقدار بعد أن انهى دراسته الجامعية في تخصص العلاقات الدولية أن يكون موظفاً عاى بند الساعات في مٌنظمة اليونسكو والتي تقع تحت مظلة التربية والتعليم_ بمسماها القديم_ وكانت تلك الحُقبة من الزمن حٌقبةٌ ناشفةٌ فجميع المؤسسات والوزارت أغلقت أبوابها امام طالبي التوظيف. وبينما هو مٌنهمك اجتهاداً منه في التعلٌم ومعرفه مايٌسند اليه من مهام وليسً اثباتاً للوجود _فالأخيرة _ اشبه بفيلم سينمائي سيُعلن عن نهايته مهما كانت تفاصيله واحداثه! وكما اسلفت _بإنهماكه في عمله_ رنّ هاتٌف المكتب الذي كان مٌشترَكا بينه وبين زميله والذي لم يتعرّف عليه جيدا حتى اللحظة .. صاحب الخبرة بالتأكيد وصاحب المعرفة هو من سيقوم بالرد وتفاجأ بان مكتب معالي وزير التربية والتعليم الاسبق محمد بن احمد الرشيد ” رحمه الله” يطلب بان يتوجه زميلُة الذي عٌين حديثا الى مكتب الوزير على وجه السرعة ! هٌنا زميلة اخبره بالحضور واكدَ له ان هُناك حٍراكٌ في مكتب معاليه من عدّة أيام بحثاً عن موظف قام بتحرير خطاب وقعّة الوزير بالخطا ويٌشكّل حرجا شديداً لمعاليه_ افتقد زميل الخبره فنّ التعامل مع موقفٍ حرجٍ كهذا _ فكانَ لابُدَ له من الذهاب الى مصدر النداء وبدا يٌرتب حديثه وكيف له ان يٌقنع من يتربع على هرم السلطه التربوية بضبابية الموقف، بل وصلَ به الحال كيف يستطيع ان يتخاطب معه وهل سيكون مٌتزناً ليٌدافٍع عن نفسه . ذهب لمكتب معالي الوزير واخذ يٌحدث نفسه هل أوقعوا بي _لأكون كبش فداء _فقد يقول قائل موظفٌ صغير يعمل على بند الساعة وبعد ان يٌكمل عامهٌ المحسوب سيغادر مع جٌرمه دون رجعة. دخل على معالي الوزير واذا بإبتسامة عريضه تملا مٌحياه الجميل فاطمئن الموظف الصغير حتى وان كان الحرجٌ قائما الا ان الابتسامة ياساده ظاهرة مريحه حباها الله لفئة من عباده ، فقلد خفّفَت شيئا من التوتر والتخوف، فبعد السلام لم يٌمهلة الوزير المٌهذب ان يلتقطَ أنفاسه بقوله هل تستطيع ان تٌعلمٌني كيف اكتٌب شيئا شريطة ًان يكون القاري مندمج مع كتابي قلباً وقالبا دون ان يسرحَ او يمرح ؟ هل تستطيع ان تٌعلّمني كيفَ يستطيعُ قلمي ان يعانق مفردة ويٌثير غٍيرةَ الأخرى ؟ هل بمقدوري ان اكتب بكل هدوء واتزان ودون تكلف مع ضخامة المقصد والمطلب ؟ لم يٌعد يٌفكّر ذاك الصغير في مٌصابه قبل مَقدمه لمكتب معاليه!! مايٌفكّر فيه الآن كيف يستطيع ان ٌيجاري شخصٍاً بليغاً وواسع المعرفه كما هو حال الدكتور محمد الرشيد وكيف يقول لمغمور مثلي ان اٌعلّمه!! مع يقيني _وكمال ادراككم ومعرفتكم_ انني لا ارقى ان اٌجاري هذا الكبير بل انها مٌحاكاة مٌهذبه ينتهٍجٌها العمالقة في احٍتواء الصٍغار ! استمر معالي الوزير بالتناغم في سرد المفردات الساحرة مع ابتسامة “وضّاحةٌ ” شبيهة بتلك التي قالوا عنها ” وضاحة يافجر المشارق ” تٌدخل البهجة والاطمئنان لكل من يخاطبه أو يقف امامه! فقال اشكٌر قلمك وهندامَ صفحاتك وتناغمَ مٌفرداتك فلقد اطلّعت على مكتوبك بخصوص التعاقد معك سنة أخرى وكون الأنظمة لاتٌجيز_يابٌني_ أمرٍاً كهذا فلقد وجّهتٌ شؤون الموظفين بتعيينك على احدى وظائف البند حتى ينبلٍجْ فجرٌ بهيّ يأخذك وامثالك الى أفاق ارحب تحفظ لنا ثروة ثمينه كهذة فشكرا لك فلقد استفدت وتعلمت من ورقتين قراءتهما ترجمها احسُاسٌك الفذ! هذا الوزير من عمالقة الادب والفكر والإدارة عرّابٌ تربية الخليج ومن يصفها “بالرسالة المقدسة” هذا هو تواضعه الجم وهذا هو شخصة الجميل وهذا هو فن الاحتواء ورفع المعنويات،، يٌشعرك بجميل ما تؤمن به دون تقليل او تجريد فلقد اخبرته لاحقاً بعد تقاعده انني أصبحت من منسوبي وزارة الداخلية ممثلة في وكالة الأحوال المدنية فقال هذا تحول كبير اياك ان تترك ذاتك وضع يديك بيد المواطن فجميعنا نخدم شريحة من الوطن كل فيما يخصه الا الأحوال المدنية فهي تخدم الوطن وجميع مواطنيه فجزاه الله عنا خيرَ الجزاء وغفر له واسكنه فسيح الجنان! كان بودّي ان لا ابوح بُمذكرة جميلة كهذة ولكن مجتمعنا ابٌتليَ بصيحات غريبة وعجيبه.. تارة تٌفسرها بالهوس وتارةَ تخشى ان شيئا من موازين الفطرة قد اختلّ فبمقتضاها تربّع على الهرم اقزامٌ مٌتغطرٍٍسون يًتعالون لهواً وبطراً ..كُل مايهمهم ٍمجهرٌ ساطع ولو لساعات محدودة فشٌٌَلت يَداي إن قدّم هذا النموذج مجداً لدينه وامته _كيف لا_ وهم فئة لَبٍسوا عباءة المثالية وهم مٌفسٍدون يفتقدون للكثير من صفات القيادة بل الٌمعضلة التي يَصعٌب علاجها انهم فاقدين للفٍٍكر والادراك!! دمتم بود !!