“السعودية مقبلة على نهضة تنموية كبيرة وشاملة وفقًا لخطط التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030؛ وهو ما يستوجب تهيئة أرض خصبة للمستقبل، تهتم بالمخلصين، وتقصي المفسدين، والمحافظة على المال العام من الهدر” كانت هذه أخر الكلمات التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير / منصور بن مقرن بن عبدالعزيز – نائب أمير منطقة عسير- والتي ودع بها الوطن وأبناء الوطن قبل أن يرحل عن دنيانا أثر حادث سقوط الطائرة العمودية التي كانت تقله وتقل مجموعة من مسؤولي منطقة عسير .. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته . عشق سمو الأمير منصور مدينة أبها ومنطقة عسير حتى الثمالة كما لم يعشق أحدا سواها ، فذابت في يديه عطراً وشذا ، وبادلها الحب والفخر فأحالت ظلمة مساءها إلى نهار واعد بمستقبل مشرق ، كانت مدينة أبها بداية ولعه ودفاعه عن الحضارة العسيرية وفي جنبات جبالها تغنى بها وفي قمم شواهقها أخبر القاصي والداني عن حبه لها واعتزازه وفخره بها ، كان يحدثنا عن عشقه لأبها التي تأسست من قبل الميلاد بستمائة سنة وكان ذلك في الليلة التي سبقت وفاته رحمه الله ، وكان أيضا يحدثنا كيف صٌنع التاريخ من أبها وعبر أبها ، كل هذا وأكثر عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي ” السناب شات ” . ولد سمو الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز رحمه الله في مدينة الرياض عام 1974م وتربى في مدرسة الأمير مقرن بن عبدالعزيز العظيمة فاكتسب منه الحلم والصبر والتواضع والاهتمام بآراء ومشاعر المواطنين والانضباط في المواعيد وضبط النفس والدقة في العمل حيث يذكر الفنان فايز المالكي أثناء حملة إطلاق السجناء في منطقة عسير خلال شهر رمضان الماضي أنه تقدم لسموه امرأة كبيرة في السن طالبة من سموه تسديد دين شخصي على ابن لها وكان لها ما طلبت وقال لها : “غدا بإذن الله سيفطر ابنك معك ” ، وهذا موقف واحد من مئات المواقف التي رأيناها وسمعناها من سموه حيث كان التواضع والطيبة والإخلاص في العمل والاهتمام بالمواطنين سجية فريدة من سجاياه الخالدة والتي يذكرها الناس في كل مكان وفي كل لقاء. عٌين سموه في إمارة منطقة المدينةالمنورة عام 1999 م وخاض تجربة العمل الحكومي في الأمارة وكان قربه من والده عامل أساسي ومهم في اكسابه الكثير من الخبرات وكان له يد المشاركة في إنشاء حلم راود والده كثيرا ، حلم إنشاء جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة ، ثم صدر أمر ملكي بتعيين سموه عام 2015 م مستشارا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفي مساء السبت الموافق للخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1438 ه صدر أمر ملكي بتعيين سموه نائباً لأمير منطقة عسير ، وفي منطقة عسير كان سموه يبذل الغالي والنفيس لخدمة الوطن والمواطن فلا يكاد يمضي يوم من الأيام إلا ونسمع عن زيارة لمشروع متعثر أو نرى اجتماعا لأمر هام وطارئ لخدمة المواطن ، وكانت سياسة الباب المفتوح هي السائدة عند سموه فتستطيع الوصول إليه بأقصر الطرق ودون الدخول في متاهات الانتظار ، فكان القريب والمجيب لكل داع أو صاحبة حاجة أو من أرهقته الدنيا وأضرت به ، وكان صاحب اليد السخية والكريمة لكل من طرق بابه أو دخل مجلسه أو تواصل معه ، صاحب همة وعمل دؤوب وجهد مثمر ونفس لا ترى لسقف طموحها إلا عنان السماء . أسرة صحيفة الرأي الإلكترونية تتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظه الله وإلى مقام سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وإلى كل أبناء الأسرة المالكة الكريمة وإلى أبناء منطقة عسير خاصة وأبناء الوطن عامة في هذا المصاب الجلل سائلين الله عز وجل أن يرحم الأمير منصور بن مقرن ويرحم مرافقيه ويسكنهم فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .