المخدرات عالماً مخيف مرعب بدايته حبٌ وشغف ونهايته ضياعٌ وشتات ودمار. وقد عرف المختصون المخدرات بالخدر وفقدان الوعي و لها مسميات كثيره تختلف بأختلاف معانيها هي مواد تخدر الجسم والإحساس وتبعث في المرء شبه غفلة ، والمخدرات من أشد الآفات فتكا في المجتمع الحديث. المُخدِّرُ هو: مادة تسبِّب في الإنسان والحيوان فُقدان الوعْي بدرجات متفاوتة ، كالحَشيش والأفيون وأقترن بالمخدرات مسميات لها دلالاتها ومعانيها منها مايلي : إدمان المخدِّرات : التعوّد على تناولها ، تهريب المخدِّرات : محاولة إدخالها البلاد خِلْسة ، مكافحة المخدِّرات : محاولة منع تهريبها أو الاتجار فيها. كما أثبتت الدراسات العلمية والحياة الأجتماعية لواقع المدمنيين أنها تحمل في طياتها حياة البؤوس والهوان . حياة قاسية بائسة وأن كان ظاهرها في البداية يدعو للتجربة والخوض في غمارها وكشف أسرارها. أن حياة المدمن شبية اعزكم الله بحياة البهائم نوم وأكل وشرب وتسليه لاتقف عند حدود ولاتقيدها قيود ارتكاب للمحرمات حياته يقضيها بلا هدف ولامعنى ولاكرامة . تقصير في حق الله وتضيع للصلوات أو ترك لها بالكلية . مما يترتب عليها من غضب الوالدين وكثرة الغياب عن البيت والسهر. ومايترتب على ذلك من ضياع لمستقبله وأهماله لدراسته وهدره لصحته ووقته وماله وتدميره لنفسه وأسرته. أسباب الإدمان على المخدرات: • غياب الوعي الكافي لدى الفرد حول ضرر المادة المخدرة ومحتواها، والتي تقدّم للمتعاطين عادةً لغايات الهروب من الواقع ورغبة بالشعور باللذة والمتعة. • التنشئة غير السليمة، وتتمثّل بمرور الفرد بمراحل تربوية غير صحيحة ومعزولاً عما يحيط به من المجتمع. • غياب الوازع الديني. التفكك الأسري؛ حيث يُعتبر غياب الرقابة عن الأبناء بطلاق الوالدين من أحد الأسباب المؤدّية للإدمان على المخدرات. • تفشي الفقر والبطالة والجهل. • الإسراف بالمال دون رقيب. • افتقار الوسط الأسري لسبل الحوار، والتشتت الأسري. • مرافقة أهل السوء. • كثرة أوقات الفراغ. المدمن هو المسؤول بالدرجة الأولى عن أختيار هذا الطريق المؤدي للضياع والندم والخسارة في الدنيا والآخرة. لذا يجب أن يعي جيداً أن خط الرجعه بيده وأنه هو طرف الخيط الأول ويمسك به جيداً ويستخدم عقله ويوقف كل المؤثرات الخارجية لأن حياته ملكاً له وحده وأن لايحمل الآخرين أخطاءه ويعي ويدرك تماما ًعواقب ونهاية الأدمان. يقود الإدمان على المخدّرات إلى الدمار الجسدي والنفسي للمتعاطي، كما يُدمّر حياة الفرد وأسرته ويؤثر سلباً على مجتمعه. ومن أبرز الآثار المترتبة على ادمان المخدرات: • ارتفاع حالات الطلاق والتفكّك الأسري. • زيادة نسب حوادث السير. • فقدان الفرد القدرة على تحمل المسؤولية. • ممارسة العلاقات المُحرّمة وبالتالي الإصابة بمرض الإيدز. • ارتفاع عدد حالات الانتحار. قال الله تعالى محذراً من تناول الخمروكل مايذهب العقل ووصفه بأنه رجس بمعنى أثم وأنه من عمل الشيطان، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ [1] وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]. وهنا يتجلى دور الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية والأعلام في تسليط الضوء على هذه الآفه والعمل على أجتثاثها من أصولها من خلال نشر ثقافة الوعي باضرار المخدرات وكيفية الوقاية منها : • تعزيز روح التوعية ضد الممارسات الخاطئة، وبناء هذه التوعية وفقاً لأسس علميّة تكشف مدى خطورة المخدّرات وأضرارها. • إشغال وقت الفراغ لدى الشباب لمنع هدره بما يعود بالأثر السلبي عليهم. • تغليظ العقوبات على المهربين والتشهير بهم. • الإكثار من تضمين مواد التوعية حول أخطار المخدرات وأضرارها ضمن المناهج المدرسية والجامعية. • تنمية المواهب والإبداعات لدى الشباب. لكم سمعنا وقراءنا وشاهدنا قصص مؤلمة قاسية كانت ضحياها أقرب الناس للمدمن قتلاً او تعذيباً او سرقةً او حادثاً او اغتصاباً قصص والله تذوب القلوب من الآسى وتشيب الرؤوس ويندى لها الجبين إذا ذهب العقل ذهب معه الدين والأخلاق والمبادئ والقيم وحل محله الضياع والشتات . هناك قلوب تتألم من أجلك وتخاف عليك وتحلم بمستقبل واعد لك وتتمنى لك الخير قلوب تذوب ألما من أجلك لاتؤلمها وتوجعها بأدمانك وضياعك . من أجمل مايجسد حال قلب الأم حين تقتله بأدمانك وتعاطيك وضياعك قصيدة قلب الام (لأحمد شوقي):
أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفرٌ : ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول : يا قلبُ انتقم مني ولا تغفرْ ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبر
ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا تذبح فؤادي مرتين ِ على الاثر