الأمل والاجتهاد والكفاح وتحدى الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها شاب في العقد الثالث من عمره، لم تمنعه أعاقته الفكرية من الإصرار على العمل والتغلب على ظروف أعاقته. فيصل القحطاني شاب في العقد الثالث من العمر، أصر على العمل في مهرجان صيف الشرقية 38 كمتطوع ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أجبر قائد المتطوعين في المهرجان الى اسناد مهام خاصة له، وهي مهمة التنظيم في الخيمة الشعبية أحد أكثر الخيم ازدحاما في المهرجان والتي تشهد يوميا مئات الزائرين من الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة والنصف مساءا. يقف في أحد أركان الخيمة مستعينا بعكازته الخاصة ويضع في أذنه سماعة لاسلكية لهاتفه المحمول يتلقى عبرها تعليماته من قائد فريق المتطوعين ويضع حول عنقه بطاقة التطوع التي يفتخر بوضعها بحسب قوله، عيناه تجوب في المكان بحثا عن أي ملاحظة. ساعات يقضيها فيصل دون كلل أو ملل أو تعب، يقضي ساعات يومه في خدمة الزوار وفي خدمة المجتمع الذي ينتمي له وهو في قمة السعادة والفرحة لأنه يؤدي واجبه تجاه مجتمعه الذي يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ منه. وأوضح حسام الزهراني قائد الفريق التطوعي، أن فيصل القحطاني عرف عنه حبه للعمل التطوعي، إذ شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات التي أقيمت في المنطقة الشرقية، وهو يصر في كل مهرجان على العمل طيلة فترة أقامته دون كلل أو ملل، مبينا أن فيصل من أكثر الشباب المبدعين في العمل التطوعي رغم اعاقته الفكرية، بيد أنها لم تمنعه من العمل مع باقي أعضاء الفريق، والذين يعتبرون مشاركته أضافة لعملهم التطوعي، مشيراً الى أن جميع أعضاء الفريق يقدمون لفيصل الدعم الكامل طوال فترة العمل. وأضاف أن ما يميز فيصل هو قوة التحمل التي يمتلكها والتي تدفعه الى المشاركة في المهرجانات والانشطة والعمل لساعات، لافتاً الى أنه يتولى بعض المهام التنظيمية والشرافية في الخيمة الشعبية في المهرجان. وأكد على أن فيصل تمكن من التغلب على أعاقته الفكرية وأثبت للجميع أن الإعاقة ليست جسدية إنما هي إعاقة وعجز في التفكير والتطوير من الذات.