استمعت لزوايا الرؤيا للفتن المحيطة بالأمة في ظل الظروف المؤلمة للعرب والمسلمين على حد سواء من خلال قامتي الشيخ عبد الله بن حامد شيخ قبائل علكم في مجلسه العامر، والدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن في نادي أبها الأدبي، ففي مجلس الشيخ عبد الله بن حامد بحضور عدد من مشايخ قبائل اليمن الشقيق، كانت الرؤيا عن أزمة اليمن تدار حبكتها الدرامية بلغة أقل حدة وأكثر تفاؤلا ، وفي منتدى نادي أبها الأدبي كانت الرؤيا من زاوية أخرى من خلال فارس المنبر الدكتور عثمان الصيني عن فتنة قطر. الفتن تلقي بظلالها على المجتمع العربي ككل، بفوضى يسمونها خلاقة أو ربيع عربي أو سموها ما تشاؤون، المهم محصلتها قتل الأبرياء، وتدمير المكتسبات، الحضارية، والتهجير الجماعي، هذه الأهداف الواضحة لإيران وكل من أرتضى التبعية من خونة العرب. في مجلس بن حامد كانت اللغة تتجه للعقل والرزانة وكان بن حامد يركز على أهمية دور مشايخ القبائل اليمنية ” المسار الثاني” في تغيير خارطة الفتنة واتفق معه الجميع على أهمية تغيير الموازين بالدور القبلي الفعال لحقن الدماء والتصدي للحوثي بمعتقداته الفاسدة، والمخطط الإيراني بأطماعه الخبيثة ، وفي منبر نادي أبها الأدبي كان الصيني يقدم المعلومة الدقيقة وكشف حساب عن فجور القطريين في الخصومة على مدى مائة وعشرون عاما ، ووثق الصيني الأزمة الحالية بحرفية ومهنية تكشف تمكنه الفكري والمعرفي. سألت الصيني عن إمكانية قيادة ” المسار الثاني بعلاقاته الواسعة وخبراته التراكمية ولما لصحيفة الوطن السعودية من تأثير على الرأي العام فلم يصل السؤال بالشكل الذي أريده ولم يكن هناك متسعا من الوقت لكي أسرد له مواقف كثيرة نجح فيها ” المسار الثاني” في رأب الصدع بين دول متنازعة، لأن سكب زيت الإعلام المنفلت على نار الفتنة يزيدها اشتعلا، ونثر الملح على جراح القضية يزيد الهوة اتساعا فقط. الصيني اختصر المسافة والزمن للأزمة القطرية بقوة الموقف السعودي الذي إذا ضرب أوجع، ودور الإعلام السعودي الذي وضع النقاط على الحروف لأول مرة ، وبن حامد أكتسى في مجلسه الوقار وصدق المشاعر مع أشقاؤنا في اليمن، بين الرؤيتين في مكانين وزمانين مختلفين وأمام الأزمة القطرية والأزمة اليمنية تتضح معالم الفتن ومخططات جار السوء، التي تحتاج للصمت الإعلامي، والهدوء والحكمة سياسيا، حتى يطفئها الله.