بقلم | خالد بن سعد ال جربوع التعليم ركيزة مهمة في بناء كل مجتمع وتُعرف المجتمعات بتطور التعليم والمتعلمين في تلك المجتمعات وتتنافس الدول الكبرى على الصدارة العالمية بقدر ما لديها من العلم والمتعلمين وديننا الحنيف يحثنا على التعليم لما له من أهمية كبيرة في حياة المسلم ونجد آيات عديدة وأحاديث شريفة تحث بشكل مباشر وغير مباشر على التعليم وفضله والمفاضلة بين الناس بفضل ما لديهم من العلم وبالتعليم تتوسع المدارك وتُدرك المطالب وحكومتنا الرشيدة تسعى وتعمل جاهدة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز غفر الله له على تشجيع العلم وأهله، وأنشأت الجامعات والكليات والمدارس العامة و الخاصة للبنين والبنات وحاربت الأمية وجعلت التعليم يصل إلى أعالي الجبال الشاهقة وإلى أسفل البقاع الهابطة إيمانا بأهميته وفضله ولكن وزارة التعليم قامت بإحباط المتعلمين وأصحاب الهمم العالية من محبي التعليم بقرارها الأخير بإيقاف برامج الإنتساب والتعليم عن بعد في حين أن الدول المتقدمة عملت بهما وقامت بتطويرهما ومنحت الشهادات العليا واعتمدتها ووزارتنا الموقرة تخالف التطور بهذا القرار المجحف بحق المواطن الذي أجبرته الظروف على ترك مقاعد الدراسة لأسباب معينة ولفترة محددة فمنهم من كان يتيما ويريد لقمة عيش يصرف بها على نفسه وأهله ويستر بها حاله ومنهم من كانت لديه ظروف صحية أجبرته على عدم المواصلة وغيرهم ممن لديهم رغبة في التعليم ولكن الظروف حالت بينهم وبين تلك الأماني في سن مبكرة من أعمارهم وبعد تجاوز تلك العقبات ها هم يريدون العودة وتعويض ما فاتهم من العلم وتقلد المراتب العليا مثل من سبقوهم ممن كافحوا واجتهدوا بعد تركهم للدراسة والتحاقهم بالوظائف الحكومية كانت عسكرية أو مدنية أو في القطاع الخاص ثم قاموا بمواصلة دراستهم سواء كانت دراسة مسائية أو بالانتساب أو بالتعليم عن بعد رغم ما لديهم من ضغوطات عملية وأسرية إلا أن الطموح لم يتوقف لديهم ونجد منهم الآن الأطباء والمحاضرين والمعلمين والمهندسين وكثير من هؤلاء نجدهم أكثر نجاحا وتميزا مقارنة مع غيرهم لأن الحياة والشدائد جعلتهم يعرفون قيمة العلم والعمل والإتقان وأنا كاتب هذا المقال صاحب تجربة في إكمال الدراسة الثانوية مساءََ والجامعية انتسابا وهذا إيمان مني وممن هم على شاكلتي بأهمية التعليم في مجريات الحياة وكذلك نجد هناك وظائف ومسابقات وظيفية لايستطيع الشخص الحصول على تلك الوظائف أو الرتب ما لم يملك مؤهل علمي يفاضل به مع غيره من المتسابقين وللعلم هناك عدد من مسؤولي الدولة ووزرائها ومن ضمنهم مسؤولين في وزارة التعليم يحملون درجاتهم العلمية بفضل هذه البرامج التعليمية سواء من داخل المملكة أو من خارجها وللأسف بدلا من أن تقوم وزراة التعليم بإعتماد شهادات من حصلوا على درجات علمية عبر هذه البرامج وتشجيعهم نجدها تغلق الباب في وجوههم ووجه طالبي العلم وأصحاب الطموح بإيقاف هذه البرامج وسؤالنا للتعليم عن سبب هذا القرار التعسفي في حق أبنائنا وبناتنا الذين يحلمون بمواصلة دراساتهم الجامعية على حساب وقتهم ووقت أبنائهم وأسرهم وأعمالهم مطالبين مسؤولي وزارة التعليم بالنظر في هذا القرار والعمل على تشجيع مثل هذه البرامج وتطويرها لكي تؤتي أكلها بإذن الله خدمة للشباب الطموح و للدين والمليك والوطن.