"اطلبوا العلم ولو في الصين" كم حفز هذا الحديث مع ضعف أسانيده الكثير من الأشخاص في السابق والحاضر في عالمنا العربي لطلب العلم ونهل المزيد من التحصيل العلمي، حتى لو اضطروا لتكبد عناء السفر والترحال إلى الصين التي تبعد آلاف الأميال عن الجزيرة العربية، وهنا الكلام مجازي والغاية السعي لطلب العلم مهما بلغت المسافة وبعد المكان. كان ذلك في السابق، أما الآن فأتت الصين وجميع الجامعات إلى حاسوبك وهاتفك الشخصي، وأصبح التعليم والتعلم متوفرا ومتاحا في جميع الأوقات عن طريق الإنترنت وبجميع اللغات. ومع ذلك.. ما زالت الدولة رعاها الله تعمل قدماً لمحو الأمية في بلادنا، وكذلك رفع نسبة المتعلمين من خلال تشجيع الأفراد المتعثرين في الدراسة على مواصلة أو إكمال تعليمهم النظامي بالالتحاق بصفوف المدارس المسائية (الليلي)، أو الذين لم تتح لهم فرصة القبول بالجامعات لتدني معدلاتهم التراكمية، عبر برنامج الانتساب "التعليم عن بعد". وبما أن برنامج الانتساب لا يشترط الانتظام في الحضور اليومي، فهي أكثر ملاءمة والفرصة الوحيدة للموظفين والطلاب التي أجبرتهم ظروفهم على العمل المبكر. بالمقابل نرى بعض الجامعات السعودية ترفع نسب القبول لديها في برنامج التعليم المطور الانتساب، كما قلصت الأخرى مقاعد الدراسة في بعض التخصصات وحصر القبول بكلية أو اثنتين ومنهم من ألغى برنامج الانتساب تماماً. يجب ألا يكون المعدل التراكمي المتدني سد في طريق طموحات الراغبين إكمال تعليمهم في برنامج الانتساب. وهنا أقتبس من كلمة مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الموسى التي ألقاها بختام اللقاءات التعريفية للطلبة المستجدين (إن الدراسة في الجامعة الإلكترونية فرصة كبيرة لمن لم يستطيعوا الالتحاق بالجامعات الحكومية الأخرى في المملكة وهم على رأس العمل، ويرغبوا في الحصول على مؤهل تعليمي جامعي بجودة عالية يوازي ما يُقدم في الجامعات المحلية وأرقى الجامعات العالمية). ولن يتسنى إلى ما أشار إليه سعادته إن لم تتضافر الجهود بمد يد العون والمساعدة وإتاحة المجال لجميع الطامحين مواصلة التعليم الأكاديمي.