“دوحة العز” هكذا تغنت قطر بدوحتها الخليجية, ولكن مع أيام قليلة من المقاطعة الخليجية ومصر تبين للقطريين أن “عز الدوحة” هو في عمقها الخليجي العربي وليس مع الطامع الغريب في ثوب صديق. إذاً, فما السبيل لخروج قطر من الأزمة؟ يظن بعض المحفزين لقطر أن التصعيد في كل الاتجاهات يقود إلى بوابة الخروج من الأزمة. وفات عليهم أن هذا ما قاد إلى فقدان البوصلة والتخبط. فكل من يعرف دول الخليج يعرف معنى اللحمة والجسد الواحد, ولكن إذا فسد عضو فلا بد أن يعالج أو يقطع حتى تحمي الجسد من سريان فساده. ونحن الآن في مرحلة العلاج قبل أيام القطع. ولكن المصيبة إن ما يخرج من قطر من أصوات نشاز مستوردة ومحلية وما يتم تداوله من تدخلات ودعم لمنظمات إرهابية أو تكوين منظمات ظاهرها العلم والسلام وباطنها السم الزعاف هو استمرار في الغي. فشرها وصل العالم العربي وإعلامها يتبجح بالخير العميم. والتصعيد القطري إذاً هو نوع من الصراخ الدبلوماسي الفج, وهو من شدة ألم النبذ والمقاطعة. وبالتالي دول الخليج الثلاث ومصر وهي أكثر من اكتوى بنار أموال قطر الفاسدة لن تقوم بمجاراة التصعيد القطري. يكفي أن ترى المقاطعة وقد أيقظت قطر على حجمها الطبيعي, ولنا في صور الركود في مطار الدوحة ما يعكس بقية الحياة هناك. وإن كانت قطر تريد العودة إلى القلب العربي “كدوحة عز” كما نأمل فعليها العمل بموجبات الإخوة وبناء جسور الثقة. ومع هذا كل المؤشرات تفيد بأن التخبط هو ديدن تلك السياسة كما أشار وزير الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش حيث يرى أن تسريب الدوحة لمطالب الدول حركة “طفولية وغير مسؤولة”. وأن الخلاف ليس على موضوع سيادي مع قطر وإنما لدورهم في دعم الإرهاب وأدواته. ويظن بعض الواهمين أن مطالب إغلاق قناة الجزيرة هو تكميم للأفواه ولجم لحرية التعبير, ولم ينظروا أن قناة مثل هذه يؤمل أن تكون معول بناء وليس أداة هدم وتأجيج. فالمتابع للإعلام الغربي المتشدق بحرية التعبير لم يفعل ما قامت به جزيرة قطر ومن يديرها خلف الستار, وكأن قطر لا يوجد بها إعلامي إلا للرياضة والطقس. بالمختصر المفيد: صراخ “دوحة العز” من المقاطعة كاف ليكشف لها حجمها, ولن يكون هناك تصعيد كرد فعل على صراخها. ولكن إن كانت تبحث عن بوابة للخروج من الأزمة فعليها البحث عن بوابة الدخول في بيت العز الخليجي, والذي أضفى على الدوحة من عز الجماعة. فالعرب تقول “من طلب العز بغير حق ذل”, والعز مع الأهل عز ومع الطامع ذل. وتحالفات الدوحة هشة ضارة بها أولا, وهي تجميع ل “حشف” وأهل القصيم يقولون: “الحشف ما يتلازقن”. فشر الإرهاب ودعمه كاد أن يقتل المسلمين في المسجد الحرام وفي العشر الأواخر من رمضان. لولا حفظ الله ثم يقظة الأمن السعودي, ومثلما إرهاب العام الماضي والذي أحبط قبل أن يصل إلى المسجد النبوي. كل عام وبلادنا وولاة أمرنا وخليجنا وأمتنا بخير وفي عز وأمان وتمكين.