هناك مثل شعبي مشهور في شمال الجزيرة العربية يقول: “عملك هذا ما يعمله دليقان” كناية عن سوءه و ضعف صاحبه ( دليقان ) ،بعد تصريح تميم الاستفزازي و سرعة تراجع وكالته عن التصريح بحجة الاختراق المزعوم والذي لا يصدقه حتى الأطفال في زمن التقنية، فجأة تصريح و سرعة تكذيب ! بحجة اختراق!! بعد هذا الحدث يحق لي إنزال المثل السابق (عملك هذا ما يعمله دليقان). عموما عندما نخوض في هذا التصرف الطفولي، والذي لا يمثل أخلاق و شيم الشعب القطري الكريم، بل ولا كثير من أفراد حكومته المتزنين و لكن ماذا عساهم أن يقولوا إن كان (المعلم بدَّه هيك)؟ لاشك أن ذلك التصرف الأهوج يُفرح الأعداء و يُغيض الأوفياء، ولاحول ولا قوة إلا بالله. وقد وددت أن أقدم خمسة أسئلة لتميم الهائج منطلقة من خمسة مبادىء عظيمة و هي : 1- من مبدأ الإسلام : هل فعلك يعزز حقوق الجوار أو يقوي الإخوة الاسلامية؟! 2- من مبدأ العقل : بالأمس القريب استقبلت سلمان الحزم بموكب مهيب و بابتسامة عريضة مع ( حبة خشم ) تناقلتها جميع وسائل الإعلام و أولها القطرية و اليوم تصرح بما يُناقض ذلك فهل هذا من العقل بشيء ؟! 3- من مبدأ التربية : رجل حازم منذ توليه الحكم تجاوز عمره ٨٠ سنة يعمل ليل نهار من زيارات واجتماعات و سفريات و لقاءات بعظماء الدول لأجلك كونك مسلم خليجي، فبدل أن تقف معه بالظاهر والباطن أو حتى تثني على جهوده تحاول للأسف طعنه، فما هي نسبة التربية عندك ؟! 4- من مبدأ العدل : قبل أشهر فرنسا وضعت صورة الملك سلمان في أحد شوارعها الرئيسة و كتبت تحته (ملك الدولة التي هزت العالم) و هي دولة كافرة، واسرائيل الحاقدة قالت (سلمان ينجح فيما فشل فيه جمال عبدالناصر في الوحدة العربية) وأنت عربي و مسلم و جار خليجي ويخرج منك هذا التصريح، فأين انصافك لهذا القائد العظيم؟! 5- من مبدأ السياسة : لو تنزَّلنا ورفعنا عنك الملام لخوفك على كرسيك و مد علاقتك مع أذناب المجوس حسب ماتراه بعينك هو الأصلح، يبقى السؤال هل تظن أن إيران الصفوية التي وصل شرها لأغلب الدول الإسلامية تصفو لك أكثر من صفاء بلاد الحرمين؟! وصدق من قال : إذا عُرف السبب بطل العجب، فدولة قامت على الانقلابات الداخلية مرات عديدة في سنوات مديدة و في كل انقلاب يستحوذ القيادة صاحب الانقلاب الجديد، من كان هذا ديدنهم لا غرابة في تصريح قائدهم. كن على بينة أن الحليمة غضبت، هاهي الدولة الشامخة بردت الفعل بدأت، هاهي صاحبت العقل المُفكر والرأس المدبر صرَّحت، تصريحها ليس كتصريح أميري تسلسلت الانقلابات في دويلته، هذا التصريح الذي ارتج له العالم وجعلته الدول في أول أخبارها المقروء منها والمسموع، وهو تصريح قائد تسلسل مُلكه وتشبّعت السياسة في دمه، هذا التصريح هو تصريح قائد المملكة العربية السعودية، عندما أعلن قطع العلاقات مع دولة قطر، ليلحلق تصريح مقاطعته عدة دول ومازال العدد في ازدياد، لترجع بنا الذاكرة لغزو صدام للكويت، فما أن أعلنت السعودية وقوفها مع الكويت إلا وتبعتها مباشرة مايزيد عن 30 دولة !! وما حرب الحوثيين عنا ببعيد، فما أن بدأت عاصفة الحزم فقط من المملكة العربية السعودية دون مساند إلا وأعلنت بعدها بسويعات دول المنطقة الاشتراك معها ودون أن يطلبهم أحد. يا تميم إن كنت تريد اللعب فابحث عن من تلعب معه غير سلمان الحزم، وإن كانت شوشرتك طمعاً في الشهرة وتمكين مهين حتماً ستجد ذلك بدخولك لموسوعة المنزوعين من الحكم، لمواجهتك اعصار صَعُبَ على من هو أقوى منك تحمله، وإن كنت تزعم حنكتك وقوة سياستك فلا تنس أنك تواجه من غاصت رجليه فيها قبل ولادتك، وتربى عليها منذ نعومة أظفاره، ولو أُجتثت دويلتك بأكملها عربها وعجمها ووضعت تحت راية سلمان لجعلها أحد محافظات منطقة الرياض، لا أقول ذلك سخرية ولكن “علك تعي حجم مسؤولية من تحاول الإساءة به”، أسأل الله بمنه وفضله وجوده وكرمه أن يكتب مافيه خير وصلاح لهذه الأمة عامة والمملكة العربيه السعودية خاصة. كتبه : سعود الغليسي