يوم عظيم وتاريخ تليد من أيام العرب والمسلمين، ذلك اليوم الذي بدأت فيه عاصفة الحزم العملية العسكرية السعودية، التي بدأت في الساعة الثانية صباحا بتوقيت المملكة العربية السعودية من يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 ه - 26 مارس 2015، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول، تزايدت في تسارع مبهر ولا تزال، ضد الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح حيث قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمليشيا الحوثي والقوات التابعة لصالح في اليمن ويوافقني بلا شك العقلاء في العالم بأن النصر الأولي كان مؤزرا حيث تمت السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية للعدو المستهدف خلال الساعة الأولى من العملية بل والخمس عشرة دقيقة الأولى والتي أهلت البطل السعودي لأن يعلن أن الأجواء اليمنية منطقة محظورة وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وكانت السعودية وعلى لسان وزير الدفاع وشبل الملك، محمد بن سلمان قد حذرت قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن. وجاء ذلك بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لايقاف الحوثيين الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن التي يقيم فيها هادي بعد انقلاب اليمن 2014 وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين أما باكستان العظيمة فقد أعلنت أن أي اعتداء على السعودية هو اعتداء عليها، وبدأت أولى الضربات الجوية للطيران السعودي على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها وعينوا قائداً لها منهم، وأعلنت السعودية أن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، ورغم الجدية والحسم في هذه الهجمة البطولية التاريخية الا أن مجرمي المنطقة من الابليس الايراني وأحزاب شياطينهم والذين كنا نتوقع منهم السكوت أبوا الا أن ينعقوا بقبيح القول الذي جاء نتيجة فورية للصدمة الحارقة التي أحدثها البرق السعودي الغاضب. وككاتب لهذه الفترة الزمنية الهامة ارتأيت ضرورة التوثيق التاريخي لما يجب أن تقرأه الأجيال والذي يوثق عاصفة الحزم منحنى تاريخيا هاما جدا أحدث هزة نفسية ضاربة ارتجت لها أنحاء المعمورة وحق لها ذلك؛ فالحدث عظيم والفرحة عارمة وخطب العدو جلل فالمملكة العربية السعودية- دولة السلم والسلام والصبر المنقطع النظير في السياسة الدولية والتي يصعب بدرجة كبيرة مجرد إثارة غضبها- قد غضبت وما هذا الا لأن ساسة هذه البلاد- ربيبي والدهم وفترة الفيصل العظيم- يؤمنون بمبادئ بنوا عليها حكم دولتنا العلية حين أوصى الفيصل العظيم أحد اخوته: لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب، واذا غضبت فلاترض. نعم هذا ما حدث بالدقة في الفترة الماضية والتي أعملت فيها السعودية بقيادة مليكها ووزير خارجيتها ابن الفيصل العظيم، جميع ضروب الأدب والأخلاق والسياسة مع مجموعة عصابات الحوثي التي لا تعرف الأدب ولا الأخلاق ولا السياسة فكان الغضب السعودي العاصف الذي وصفه جنرال روسي في قناة «روسيا اليوم» بأنه كان مباغتا وغير متوقع أبدا وأنه فاجأ الكثيرين وأنه لا يعلم متى تم التنسيق وتجميع قوات سعودية جوية وبرية وبحرية ضخمة ومعها قوات أخرى ومتى أقلعت المقاتلات ومتى بدأ الضرب؟ ويقول: إن عملا بهذه السرية والدقة والضخامة يجبرك على احترام من قام به، وهذا ما رآه واستشعره هذا الجنرال الروسي المحسوب على المناوئين للمملكة وسياستها، أما نحن أبناء المملكة وأحفاد «أبو أيوب وأبوبكر وعمر وابن الوليد» فقد استشعرنا- ولأول مره منذ أن خلقنا- العزة والسؤدد الذي عاشه أجدادنا أيام رفعة راية الاسلام وهذا التحول النفسي الكبير جعل منا دولة مهيبة ظن عدوها هوانها لطول استكانتها للحلم وإعمال العقل، ذلك الخيار الذي لم يعد عقلا، وتلك الصدمة التي صدم بها العدو الفارسي وأذنابه البائسة جعلت من عضو البرلمان الإيراني يلقي سؤالا لرئيسه: ماذا لو هاجمت السعودية إيران؟ وذلك لأول مرة منذ قيام ثورة النحس اللا إسلامية على يد الهندي المهاجر الذي سيطر على عقولهم ما بين العام 1979 حتى العام 1989 للميلاد، نعم فقد قضى المولى عز وجل لنا هيبة جديدة تهيئ الكيان السعودي في نظر عتاة محللي السياسة للقيام بدور القائد في أي تحالف عسكري اقليمي أو عالمي فنحن نقود الحروب الخاطفة وفرقاطاتنا المهيبة تتوغل بين ظهراني العدو لتنقذ المحتجزين في حين يعلنها سفيرنا في أمريكا: نحن قررنا أن نبدأ الحرب انتصارا للعقيدة والأمن الوطني في هيبة حاضر سعودية رادعة لأننا ببساطة اذا غضبنا فلن نرضى ولله العزة من قبل ومن بعد. * عضو المجلس العلمي الاستشاري لمعهد رياضيات القلب الأمريكي. عضو المجلس العلمي للجمعية العالمية للكوارث الكونية (ميونخ-ألمانيا)